إسلامياتسياحة و سفر

أركان الحج وأنواعِه

 (Among the pillars and types of Hajj

أنواع الحج (Types of Hajj):

روى البُخاريّ في صحيحِه عن أم المؤمنين عائشة رضيّ اللهُ عنها ، قالت : (خرجنا مع رسول الله صلى اللهُ عليهِ وسلّم ، فمِنّا من أهلّ بعُمرة ، ومِنَّا من أهلّ بِحجّة ، ومِنَّا من أهلَّ بحجٍ وعمرة ، وأهلَّ رسول الله صلى الله عليهِ وسلّم بالحجّ ، فأمّا من أهلّ بحجّ أو جمع الحجّ والعُمرة ، فلم يُحِلوا حتى يوم النحر).

أركان الحج وأنواعِه 1
أركان الحج وأنواعِه 1

1 – حجّ التمتُع :

الصفة التي يتميّز بها حجّ التمتُّع عن غيرِه ؛ هو أنَّ يُحرِم الشخص الحاجّ بالعمرة وحدها من الميقات في أشهُرْ الحجّ ؛ حيثُ أنّهُ عندما يعقِدْ النِيّة للدخول في إحرام العُمرة يقول : لبيّك اللهم عُمرة ، ثُمَّ يؤدي الحاجّ كُل مناسِك العُمرة من طواف وسعيّ يُتبِعه بالإحلال من كُل شئ قد تمّ تحريمُه عليهِ بدخولِه في الإحرام سواء كان ذلك بالحلق أو بالتقصير ، ثُمَّ يبقى الحاجّ في مكة وهو مُحِلّ لإحرامه ؛ حتى إذا كان يوم التروية وهو اليوم الثامِنْ من شهرِ ذي الحجّة ؛ يُحرِمْ الحاجّ بالحجّ وحده قائِلًا : لبيّك اللُهَّ حجةً ، ثُمَّ يقوم بإتيان جميع أركان الحجّ وواجباتِه وسُننه ، وتجدُر الإشارة بأن على الحاجّ المُتمتع هديّ (أُضحية) يجب قضاؤها في حالة إن لم يكُن من حاضِري المسجد الحرام (قاطِني مكة) ؛ حتى يشكُر الله تعالى على أن يسَّر له قضاء نُسكيّن فريضة في الإسلام من خِلال سفرِ واحِدْ.

2 – حجّ القِران :

الصفة التي يتميّز بها حجّ القِران عن غيرِه ؛ هو أن يُحرِم الشخص الحاجّ بالحجّ والعُمرةَ معًا ، أو أن يبدأ بأن يُحرِم للعُمرة من الميقات ، ثُمَّ قبل أن يبدأ بالشروع في الطوافّ عليهِ أن يُدخِل على نيّة الإحرام بالعُمرة نيّة الإحرام بالحجّ ، ولمّا يَصِلْ الحاجّ إلى مكة فإنهُ يطوف طواف القدوم أولًا ، وإذا أراد أن يُقدِم سعيّ الحجّ فإنهُ يسعى بين الصفا والمروة بعد طواف القدوم ، وإلا إذا أراد أن يُؤخِرُه فإنَّهُ يقوم بالسعيّ حينئِذ بعد طواف الإفاضة ، ولا يجوز الحلق أو التقصير أو الإحلال من الإحرام بأيّ شكلٍ كان حتى بلوغ يوم النحر وقضاء النُسك ليحِل الحاجّ من إحرامِه بعد ذلك ، وتجدُر الإشارة بأن على الحاجّ القارِن هديّ (أُضحية) يجِب قضاؤها في حالة إن لم يكُن من حاضري المسجد الحرام (قاطني مكة) ؛ حتى يشكُر الله تعالى أن يسَّر لهُ قضاء نُسكيّن فريضة في الإسلام من خلال سفرٍ واحد.

3 – حجّ الإفراد :

الصفة التي يتميز بها حجَّ الإفراد عن غيرِه ؛ هو أن يُحرِم الشخص بالحجّ وحدهُ ، قائلًا : لبيّك اللهم حجًّا ، وعند وصولِه إلى مكة فإنه يطوف طواف القدوم ، وإذا أراد أن يقوم بِـ سعيّ الحج بعد طواف القدوم فليفعل ، وإلا فَـ ليؤخِرُه إلى ما بعد طواف الإفاضة كَـ الحاجّ القارِنْ ، ويستمِر الحاجّ المُفرِد على إحرامِه حتى يتحلل منهُ تمامًا في يوم العيد بعد قضاء نُسك رميّ جمرة العقبة الكُبرى في يوم النحر ، وبما أن الحاجّ المِفرد لم يجمع نُسكين في نُسكٍ واحِد لذلك فهو ليس عليهِ قضاء الـ هديّ.

أفضل أنواع الحج (The best type of Hajj):

يجوز للمُحرِم أن يُحرِم إحرامًا مُطلقًا ، وإذا أحرم إحرامًا مُطلقًا فإن لهُ أن يؤدي أي نوع يختار قضاؤه من نُسك الحج الثلاثة ، وقد ذهب المالكية والشافعية إلى أنّ أفضل نُسك الحجّ هو الإفراد ، وقد ذهب الحنابِلة إلى أنّ أفضل نُسك الحجّ هو التمتُع ، بينما قد رأى الحنفيّة أن أفضل نُسُك الحجّ هو القِران.

الفرق بين أركان الحج وواجباته وسُننه ومُستحباتُه (The difference between the pillars of Hajj, its mandatories, its Sunnah and its recommended actions):

  • أركان الحج : هي المناسك التي لا يجوز تجاوزها أبدًا ، فلا يصِح الحجّ بدونها ، وبالتالي لا يقوم أيّ شيء مقامُها.
  • واجبات الحجّ : يصِحْ الحجّ إن تُرِكَت الواجبات فقط بسبب عُذرٍ ما ، ولكن يَجِب أن يُجبر ترك واجبات الحجّ بقضاء الفِديّة (الأُضحيّة).
  • سُنن الحجّ : هي التي لا يترتب على الحاجّ شيئًا إن ترك القِيام بها ، ولكن إن قام الحاجّ بها يكون حجّهُ تامًا وأجرهُ كامِلًا إقتداءًا بالنبي صلى اللهُ عليهِ وسلّم.
  • مُستحبات الحجّ : هي التي يحصُل بها الأجر للحاجّ ولكن أجر القيام بها أقل مرتبة من أجر القيام بِـ سُنن الحجّ ، وليس على الحاجّ شيئًا إن ترك القِيام بِها.

أركان الحجّ (Pillars of Hajj):

1 – الإحرام :

وهو يعني نيّة الدخول في قضاء نُسك الحجّ أيًا كان نوعِهْ ، ومن ترك نية الدخول في الحجّ فإن حِجَّهُ لمْ ينعقِدْ ؛ ودليلُ ذلك ما أخرجهُ الشيخان عن أمير المؤمنين أبي حفصٍ عُمر بن الخطّاب رضي اللهُ عنه ، قال : (سمعتُ رسول الله صلى اللهُ عليهِ وسلّم يقول : إنما الأعمالُ بالنِيّات ، وإنما لِكُلِ امرئٍ ما نوى ، فمن كانت هجرتهُ إلى اللهِ ورسولِه فهجرته إلى اللهِ ورسولِه ، ومن كانت هجرتُه لدنيا يُصيبها أو امرأةً ينكحِهُا فجرتهُ إلى ما هاجرَ إليه).

ونُنّوِه بالذكر أنّ الإحرام في المذاهب الفقهية الأربعة هو : ركنٌ لازم من أركان الحجّ عند كُلٍ مِن : المالكية والشافعية والحنابلة ، وهو شرط من شروط الحجّ لا يَصِحْ إلا بِه عند الحنفيّة.

2 – الوقوف بعرفة :

قال تعالى : (فإذا أفضتُم مِنْ عرفات فاذكروا الله عند المشعرِ الحرام واذكروه كما هداكم وإن كُنتم مِنْ قبلِهِ لمن الضالين) (الآية 198 : سورة البقرة) ؛ فَـ الإفاضة من عرفة لا تكون إلا بعد أن يتم الوقوف فيها ، ويُعتبر الوقوف بعرفة هو الركن الأساسي في الحجّ الذي لا يَتِم إلا بِه ؛ فقد أخرج التِرمِذيّ في سُننه عن عبد الرحمن بن يعمر رضيّ اللهُ عنه ، قال : (أنّ ناسًا من أهل نجد أتوا رسول الله صلى اللهُ عليهِ وسلّم وهو بعرفة فسألوه ، فأمر مُناديًا فنادى : الحجّ عرفة ، من جاء ليلةَ جمعٍ قبل طلوع الفجر فقد أدرك الحجّ ، أيّامُ مِنَى ثلاثة ، فمن تعجَّل في يومين فلا إثم عليه ، ومن تأخر فلا إثمّ عليه ، ثُمَّ أردف رجُلًأ خلفه ، فجعل يُنادِي بِهِنّ) (صححهُ الألباني).

3 – طواف الإفاضة :

قال تعالى : (ثُمَّ ليقضوا تفثهم وليوفوا نذورهم وليطوفوا بالبيت العتيق) (الآية 29 : سورة الحجّ) ، فطواف الإفاضة يكون بعد الإفاضة من عرفة ومُزدلفة ، وقد اتفقت المذاهب الأربعة أن طواف الإفاضة لا يتم دون الوقوف بعرفة وأنّهُ يكون في يومِ النحر.

4 – السعيّ بين الصفا والمروة :

قال تعالى : (إن الصفا والمروة من شعائِر الله فمن حجّ البيت أو اعتمر فلا جُناح عليه أن يطوَّفّ بهما ومن تطوّع خيرًا فإن الله شاكِرٌ عليم) (الآية 158 : سورة البقرة) ، وقد أخرج البُخاريّ في صحيحِه ؛ قول أم المؤمنين عائشة رضيّ اللهُ عنها : (ما أتمَّ الله حجّ من لم يطُفْ بين الصفا والمروة) ، فلا يتِم الحجّ إلا بالسعيّ بين الصفا والمروة ؛ وقد أخرج مُسلم في صحيحِه عن بيان كيفية السعي ؛ ما رواهُ جابر بن عبد الله رضيّ اللهُ عنهما عن صفة سعيّ الرسول صلى الله عليه وسلم : (ثُمَّ خرج من الباب إلى الصفا ، فلما دنا من الصفا ؛ قرأ : (إن الصفا والمروة من شعائِرْ الله) ابدأ بما بدأ اللهُ بِه فبدأ بالصفا ، فَرَّقِيَّ عليه ، حتى رأى البيت فاستقبل القبلة ، فوّحد الله وكبَّرَّه ، وقال : لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شئٍ قدير ، لا إله إلا الله وحده ، أنجز وعده ، ونصر عبده ، وهزم الأحزاب وحده ثُمّ دعا بين ذلك ، قال : مثل هذا ثلاث مرات ، ثم نزل إلى المروة ، حتى إذا انصبَّت قدماه في بطن الوادي سعى ، حتى إذا صعدنا مشى ، حتى أتى على المروة ، ففعل على المروة كما فعل على الصفا).

واجبات الحجّ (MAndatories in the Hajj):

1 – الإحرام من الميقات :

 وهي المواقيت التي حددها رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ ودليلُ ذلك ما أخرجهُ البُخارِي عن عبد الله بن عباس رضيّ اللهُ عنهما : (وقّتَ رسول الله صلى الله عليهِ وسلم لأهل المدينة ذا الحُليفة ، ولأهل الشام الجُحفة ، ولأهل نجد قرن المنازل ، ولأهل اليمن يلملم ، فهُنّ لهُنّ ، ولِمَنْ أتى عليهِن من غير أهلهن لمن كان يريد الحجّ والعمرة ، فمن كان دونهن ، فمُهلّهُ من أهلِه ، وكذاك حتى أهل مكة يهِلُّون منها).

2 -الوقوف بعرفة إلى غروب الشمس :

وذلك لمن وقف بعرفة نهارًا ، ولم يَرِدْ عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أنَّهُ قد رخصّ لأيّ أحدٍ من الحجيج أن ينصِرف من عرفة قبل غروب الشمس ؛ فقد أخرج مُسلم في صحيحِه عن جابر بن عبد الله رضيّ الله عنهما قال : (رأيتُ النبيّ صلى اللهُ عليهِ وسلّم يرمي على راحلتِه يوم النحر ، ويقول : لتأخذوا مناسِككم ، فإني لا أدري لعلِّي لا أحِجّ بعد حِجتِي هذه).

3 – المبيت بُمزدلفة :

قال تعالى : (فإذا أفضتم من عرفات فاذكروا الله عند المشعرِ الحرام) (الآية 198 : سورة البقرة) ، وقد أخرج مُسلم في صحيحِه عن جابر بن عبد الله رضيّ اللهُ عنهما في صفة حجّ النبيّ صلى الله عليهِ وسلم ؛ وذِهابِه إلى مُزدلفة قولِه : (حتى أتى المُزدلفة ، فصلَّى بها المغرب والعِشاء بأذانٍ واحدٍ وإقامتين ، ولم يُسبِحْ بينهما شيئًا ، ثم اضطجع رسول الله صلى الله عليهِ وسلم حتى طلع الفجر ، وصلّى الفجر حتى تبيّن له الصُبح بأذانٍ وإقامة ، ثمَّ ركب القصواء حتى أتى المشعر الحرام …) ، ولأن النبيّ صلى الله عليه وسلم قد أَذِنَ للضعفاء فقط بالذهاب من مُزدلفة بعد مُنتصف الليل ؛ فدلّ ذلك على أن المبيت بمزدلفة أمر لازم وحتمي ؛ فلو لم يكن المبيت بمزدلفة أحد واجبات الحجّ لن يحتاج الضُعفاء فيهِ إلى ترخيص يسمح لهم بالذهاب.

4 – المبيت في مِنَى ليالي أيام التشريق :

وهُنَّ ثلاث ليالي للحُجاج المُتأخرين وليلتين للُحجاج المُتعجلين ، قال تعالى : (واذكروا الله في أيامٍ معدودات فمن تعجَّل في يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليهِ لمن اتقّى واتقوا الله واعلموا أنكم إليه تُحشرون) (الآية 203 : سورة البقرة) ، وقد بات النبيّ صلى الله عليهِ وسلم في مِنَى ليالي التشريق الثلاثة لأن ذلك إحدى واجبات الحجّ التي فرضها القرآن ، ولم يأذن النبي صلى الله عليهِ وسلّم إلا لأهل سِقاية الحجيج ومن في حُكمِهم بالمبيت في مكة بدلًا من قضاء ليالي التشريق في مِنَى ؛ فقد اخرج الشيخان عن عبد الله بن عمر رضيّ اللهُ عنهما : (استأذن العباس بن عبد المُطلب رضيّ الله عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يبيت بمكة ليالِي مِنى ، مِنْ أجل سِقايتِه ، فأَذِنَ له).

5 – رميّ الجمرات بالترتيب :

اقتداءًا بفعل النبيّ صلى الله عليهِ وسلّم ؛ فيبدأ الحاجّ بِـ رميّ الجمرة الصغرى التي تلي مسجد الخيف ، ثُمّ يرمي الوسطى ، ثم يتوجّه أخيرًا إلى رميّ جمرة العقبة ، فإذا بدأ الحاجّ بخلاف هذا الترتيب قد وجبت عليهِ الإعادة من جديد وفقًا للمذاهب الأربهة إلا المذهب الحنفي ، أمّا المذهب الحنفي فقد اعتبر الترتيب في رميّ الجمرات سُنة وليس بشرط صحة من واجبات الحجّ ، ودليل الترتيب في رميّ الجمرات هو ما أخرجهُ البُخاري في صحيحِه عن عبد الله بن عمر رضيّ اللهُ عنهما في صفة رميّ الجمرات : (أنّهُ كان يرمي الجمرة الدنيا بسبع حصيات ، يُكبِّرْ على إثر كُل حصاة ، ثُمّ يتقدم حتى يُسهلْ ، فيقوم مُستقبِل القبلة ، فيقوم طويلًا ، ويدعو ويرفع يديه ، ثم يرمي الوسطى ، ثم يأخذ ذات الشمال فيسهل ، ويقوم مُستقبل القبلة ، فيقوم طويلًا ، ويدعو ويرفع يديه ، ويقوم طويلًا ، ثمَّ يرمي جمرة ذات العقبة من بطن الوادي ، ولا يقف عندها ، ثُمَّ ينصرف ، فيقول هكذا رأيت النبيّ صلى اللهُ عليهِ وسلّم يفعله).

6 – الحلق أو التقصير :

وهو من واجبات الحجّ في يوم النحر اتفق في ذلك المذاهب الفقهية إلا المذهب الشافعي الذي جعل الحلق او التقصير رُكنًا من أركان الحجّ وليس أحد واجِباتُه ؛ لقولِه تعالى : (وأتموا الحجّ والعُمرة لله فإن أُحصرتم فما استيسر من الهدي ولا تحلقوا رؤوسكم حتى يبلُغَ الهديُّ محلّه) (الآية 196 : سورة البقرة).

7 – طواف الوداع :

وهو من واجبات الحجّ اللازمة ؛ لأنّهُ قد أخرج أبو داود في صحيحِه عن عبد الله بن عباسٍ رضيّ اللهُ عنهما قال : (كان الناس ينصرفون في كل وجه ، فقال النبيّ صلى اللهُ عليهِ وسلَّم : لا يَنفِرَّن أحدكم حتى يكون آخر عهده الطوافّ بالبيت).

سُنن الحجّ (Sunnahs of Hajj):

1 – طواف القدوم :

شُرِّع للحجاج من غير أهل مكة القيام بطواف القدوم لتحيّة البيت الحرام ، وطواف القدوم يُعتبر أحد سُنن الحجّ عند الحنفيّة والشافعية والحنابلة ، أمّا المالكية أن طواف القدوم من واجبات الحجّ وأن من يترُكه قد لَزمتهُ الفِدية أيّ عليهِ أُضحية.

2 – خُطَب الامام :

وهي في 3 مواضِع عند كُلٍ مِن الحنفيّة والمالكيّة ، أما الشافعية والحنابلة فقد جعلوا خُطَب الإمام أربعة ، ويتم تأدية الخُطب كَـ خُطبة واحدة بعد صلاة الظهر ؛ إلا في حال خُطبة يوم عرفة فإنها تكون خُطبتيّن بعد الزوال أيّ قبل الصلاة.

3 – المبيت بِمِنَى في ليلة عرفة :

حيثُ أنهُ قد اتفق الأئمة الأربعة على أنّهُ يُسَّن للحاجّ أن يخرُج من مكة إلى مِنَى يوم التروية ، وذلك بعد طلوع الشمس ، حتى يُصلِي الحاجّ في مِنَى الخمس صلوات ابتداءًا من صلاة الظهر حتى صلاة الفجر ثم يتوجّه الحاجّ بعد ذلك إلى عرفة.

4 – السير من مِنى إلى عرفة :

وقد اتفق المذاهب الثلاثة عدا المذهب الحنبلي أن السير من مِنَى إلى عرفة هو من سنن الحجّ ، بينما رأى المذهب الحنبلي أنَّهُ من الأفعال المندوبة في الحجّ.

5 – المبيت بِمزدلفة في ليلة النحرّ :

قد اتفق الحنفية والشافعية على أن المبيت بمزدلفة في ليلة النحر من سُنن الحجّ ، بينما رأى المالكية أنه من الأفعال المندوبة ، أمّا الحنابلة فقد رأوّا أنّهُ من مُستحبات الحجّ  ؛ وذلك على أن يبقى الحاجّ بعد مبيتُه في مُزدلِفة حتى طلوع الفجر ، وأن يقف الحاجّ للدعاء ، ثم يتجه نحو مِنى.

مُستحبات الحجّ (Preferences in the Hajj):

1 – العجّ

وهو رفع الصوت بالتلبية باعتدال ؛ فقد روى الترمذي وابن ماجة عن أبي بكرٍ الصديق رضيّ اللهُ عنه : أن رسول الله صلى الله عليهِ وسلّم ، سُئِل : أيّ الأعمال أفضل ؟ ، قال : (العجّ والثجّ).

2 – الثجّ :

وهو ذبح الهديّ تطوعًا ، فقد أكثر النبيّ صلى اللهُ عليهِ وسلّم من هديّ التطوّع حتى أنّه قد قام بذبح أكثرمن مائة من الإبل في حِجَّتِهْ.

3 – الغُسل لدخول مكة للأفاقِي :

فقد ثبت أن النبيّ صلى الله عليهِ وسلّم كان يغتسِلْ لدخولِه مكة.

4 – الغُسل للوقوف بِـ مُزدلفة بعد نصف الليل :

فقد صرَّح بذلك الحنفيّة والشافعيّة ، حتى أن الشافعية قد جعلو االتيمم بدلًا إن عجز الحاجّ عن إيجاد الماء.

5 – التعجيل بطواف الإفاضة :

كما عجَّل النبيّ صلى اللهُ عليهِ وسلّم بأدائِه في يوم النحر.

6 – الإكثار من الدُعاء والتلبية والأذكار :

وهي جميع الأدعية الواردة في المناسِك لا سِيَّما في موقِف الوقوف بعرفة.

7 – التحصيب

وهو النزول بوادي المُحصِّب في النفر من مِنَى عند انتهاء المناسِكْ ، وهو جُغرافيًا : الوادي الذي يقع في مدخل مكّة بين الجبلين والمُتصِل بمقبرة الحجون ، والتحصيب هو من مُستحبات الحجّ عند المذاهِبْ الثلاثة إلا الحنفيّة فإنهم يعتبرونه من سُنن الحجّ ، والدليل على التحصيب هو ما أخرجهُ الشيخان عن أم المؤمنين عائشة رضيّ اللهُ عنها قالت : (إنما نزل رسول الله صلى اللهُ عليهِ وسلّم المحصّب ليكون أسمح لخروجِه ، وليس بسنة فمن شاء نزله ، ومن شاء لم ينزله).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى