السُنن الرواتب: أوقاتِها وعدد ركعاتِها
The Regular Sunnahs – their times and the number of their rak’ahs
مِنْ أعظم ما يتقرَّب بِه العبد إلى الله تعالى التعبُد بالنوافِل والطاعات لا سِيّمَّا صلاة التطوع ؛ فالصلاة هي الصلة والحبل المتين بين العبد وبين اللهِ تعالى ، وإن كُنت – عزيزي القارئ – من أهل الهِمم في الإستزادة من خيرات التقرُّب إلى اللهِ تعالى في الدُنيا والآخرة ؛ فإليك الجائزة :
فقد أخرج البُخاريّ في صحيحِه ، عن أبي هُريرة رضيَّ اللهُ عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليهِ وسلّم ، قال : إنَّ الله عزَّ وجلّ ، قال : (من عادى لي ولِيّاً فقد آذنتُه بالحرب ، وما تقرَّب إليّ بشئ عبدي بشئ أحبُّ إليّ مما افترضتُ عليه ، وما يزالُ عبدي يتقرَّبُ إليَّ بالنوافِل حتر أُحِبُه ؛ فإذا أحببته : كنت سمعه الذي يسمع بِه ، وبصرهُ الذي يُبصِرُ بِه ، ويدهُ التي يبطشُ بها ، ورجله التي يمشي بها ، ولئن سألني لأُعطِيّنَّه ، ولئن استعاذني لأعِيذنَّه ، وما ترددتُ عن شئٍ أنا فاعله ترددي عن نفس المؤمن يكره الموت وأنا أكره مساءته).
الحِكمة من مشروعية السُنن الرواتِبْ (Why do we need to do regular sunnahs):
بِما أن الصلاة هي أول حقّ من حقوق رب العزة على العِباد ؛ فَـ كم من الأشخاص لا يؤدي أركان الصلاة المفروضة على شُروطِها كما أُنزِلت على محمد صلى الله عليهِ وسلّم ؟!
فَـ هل جربتَّ يومًا – أيُها القارئ – أن تجبُر نقص الأجر في فريضة الصلاة ؟ ؛
فإن كُنت لم تفعل بعد ! إليك الحلّ :
أخرج الإمام أحمد في مُسندِه عن أبي هريرة رضيّ اللهُ عنه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم ، قال : (إن أول ما يُحاسب به العبد يوم القيامة من عملِه صلاتِه ، فإن صلُحَت فقد أفلح ، وأنجح ، وإن فسدت فقد خاب و خسر ، فإن انتقصّ من فريضتِه شئ ؛ قال الرَّبُ عزَّ وجلّ : انظروا هل لعبدي من تطوُّع فيُكمِلْ منها ما انتقصَ من الفريضة ؟ ثُم تكون سائِر أعماله على هذا).
أجل ! إنهُنّ “السُنن الرواتِب ” التي يجبُر اللهُ بها كسرنا وعجزنا عن أداء الفرائض على الوجه الأمثل حتى يكتمِلْ الأجر ، فما هي السُنن الرواتب ؟ ، وما هو فضل القيام بها ؟ ، وما هي أقسام السُنن الرواتِب ؟ ، وما هي مراتِب التفضيل فيها ؟
الآن ؛ هل زِدت حماسًا – أيُها القارئ – لتعرف عن أوقات السنُن الرواتِب ، وعن أنواعِها ، وعن عدد ركعاتِها ، وعن حُكم من يترُك القِيام بِها !.
إذا أردتَ نزع علامات الإستفهام عن ما سألناه ؛ فإليك دراستِنا التالية عن السُنن الرواتِب بشتى تفاصيلِها ، وقبل أن نتطرق إلى موضوع السُنن بالتفصيل ؛ لابُدَّ لنا أولًا أن نعرِف ما هو الفرق بين مفهوم السُنن الرواتِب والنوافِلْ ؟ ، ومن الأعمّ والأشمَل بينِهما ؟!
الفرق بين السُنن الرواتِب والنوافِلْ (The difference between the regular sunnah and Nawafil):
- النوافِلْ (Nawafil): هي الأفعال التي لم يفرضها اللهُ تعالى على المُسلِم ؛ وهي مثل : صلاة الوتر ، وصلاة الضحى ، وصيام يوميّ الإثنين والخميس ، ولا تُعَّد النوافِل من السُنن الرواتب المشروعة طِبقًا لِمواقيت الصلاة المفروضة ؛ لذلك فإن النوافِل لا يُطلَق عليها سُنَّن رواتب.
- السُنن الرواتِب (regular sunnah): هي الصلوات المرتبطة بصلاة الفرض المكتوبة سواءًا كانت سُنن قبلية أو بعدية ، وكُلْ سُنَّة قد يُطلَق عليها نافلة أيضًا.
مفهوم السُنن الرواتِبْ (The concept of Regular Sunnah):
هي الصلاة التي نُقِلَتْ لنا في كُتُب الصِحاح الـ سِتْ عن النبيّ صلى اللهُ عليهِ وسلَّم ؛ ولها وقتٌ مخصوص سواءًا كانت تلك الصلاة تابعة لِـ صلاة الفريضة أم لا.
أمّا عن ماهيّة السُنَن الرواتِبْ ؟
فقد أخرج الإمام مُسلِم في صحيحِه عن عبد الله بن شقيق رحمهُ الله ، قال : سألتُ أم المؤمنين عائشة رضيّ اللهُ عنها عن صلاة رسول الله صلى الله عليهِ وسلّم – عن تطوُّعِه ؟ ، فقالت : (كان النبيّ صلى الله عليهِ وسلّم يُصلِّي في بيتِه قبل الظهر أربعًا ، ثُمَّ يخرج فيُصلِّي بالناس ، ثُمَّ يدخُل فيُصلِي ركعتيّن ، وكان يُصلِي بالناس المغرب ، ثُمَّ يدخُلْ فيُصلِّي ركعتيّن ، ويُصلِّي بالناس العشاء ، ويدخُل بيتي فيُصَّلِّي ركعتيّن ….. وكان إذا طلع الفجر صلَّى ركعتيّن).
فضل السُنن الرّواتِبْ (The Benefits of the Regular Sunnah):
السُنن الرواتِب : تبني لصاحِبها بيتٌُ في الجنة ، وترفع من درجاتِه في الجنَّة ، وتحُطَّ عنهُ من خطاياه ، وتضع في موازينه يوم القيامة أجر القيام بصدقاتٍ كثيرة ، وفيما يلي العديد من الأدلة الواردة في فضل السُنن الرواتب :
- أخرج مُسلِم والتِرمِذِيّ وأبو داود وابن ماجه عن أم المؤمنين أم حبيبة رملة بنت أبي سُفيان رضيّ اللهُ عنها قالت : سمعتُ رسول الله صلى الله عليهِ وسلَّم يقول: (من صلَّى اثنتيّ عشرة ركعة في يومٍ وليلة ، بُنِيَّ لهُ بِهِنَّ بيتٌ في الجنة) ، قالت أمُ حبيبة : “فما تركتُهُنَّ منذُ سمعتهن من رسول الله صلى الله عليهِ وسلَّم”.
- وفي فضل القيام بِـ سُنّة الفجر ؛ نذكُر ما أخرجهُ مُسلِم في صحيحِه عن أم المؤمنين عائشة رضيّ اللهُ عنها : أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلّمَ ، قال : (ركعتا الفجر خيرٌ من الدُنيا وما فيها).
- وفي فضل القِيام بِـ سُنة الظهر ؛ نذكُر ما رواهُ أبو داود والتِرمِذيّ عن أم المؤمنين رملة بنت أبي سُفيان رضيّ اللهُ عنها ، قالت : قال رسول الله صلى اللهُ عليهِ وسلّم : (من حافظ على أربع ركعات قبل الظهر ، وأربع بعدها ، حرَّمَّهُ الله على النار).
- وفي فضل القيام بِـ سُنَّة العصر على الرغم من أنها سُنَّة مُستحبَّة غير مؤكدة ؛ فقد روى أحمد والتِرمِذيّ عن عبد الله بن عمر رضيّ اللهُ عنهما ؛ أنّ رسول الله صلى اللهُ عليهِ وسلّم ، قال : (رَّحِمَ اللهُ امرأً صلَّى قبل العصر أربعًا).
أقسام السُنَن الرواتب من حيثُ المؤكد والمُستحب (The sections of the Regular Sunnahs in terms of what is emphasised and what is recommended):
الرواتِبْ المؤكدة (Confirmed Regular Sunnah):
هي الصلوات اللتي قد ثَبُتَ نقلها بالسنة النبوية ، وقد واظب عليها رسول الله صلى الله عليهِ وسلّم في السفر والحضر ولم يترُكها إلا مرَّة أو مرَّتين ، وحثَّ على فِعلها ، وهي السُنن التي قد ثبُت مشروعيتها بالإتفاق عند الشيخان البُخاري ومُسلِم ، أمّا عن الرواتِب المؤكدة ، فَـ هي : {ركعتيّن قبل صلاة الفجر ، وأربع ركعات قبل صلاة الظهر ، وركعتيّن بعد صلاة الظهر ، وركعتيّن بعد صلاة المغرِب ، وركعتيّن بعد صلاة العِشاء}.
الرواتِبْ المُستحبة (Recommended Sunnah):
وهي السُنن الرواتِِب التي واظب عليها النبيّ صلى الله عليهِ وسلّم أحيانًا ؛ لذلك فهي أقل مرتبة عن السُنن المؤكدة ، وقد أثبت مشروعيتها المذاهب الفقية الأربعة أنها سُنَّة راتبة مُقدرة ؛ بخلاف الإمام مالك رحمهُ الله الذي لم يجعل من السُنن الرواتِب المُقدّرة سِوَّى ركعتيّ الفجر وصلاة الوتر ، أمّا عن الرواتِب المُستحبة ، فَـ هِي : {ركعتيّن بعد صلاة الظهر ، وأربع ركعات قبل صلاة العصر ، وركعتيّن قبل صلاة المغرب ، وركعتيّن قبل صلاة العِشاء }.
مراتِب تفضيل السُنن الرواتِب (Regular Sunnah ranks):
- السُنن الرواتِب باتفاق الأئمة إجماعًا : وهُما ركعتا الفجر وصلاة الوتر وقد أمر النبيّ صلى الله عليهِ وسلّمَ بهما ولم يأمُر بغيرِهما ؛ حيثُ أن الرسول صلى الله عليهِ وسلّم لم يترُكهُما لا في سفر ولا في حضر ، وهُما من السُنن الرواتِب بإتفاق الأئمة الأربعة إلا أن الإمام مالك لم يجعل سُنن راتبة في تصنيفِه للسُنن الرواتِبْ سِواهُما ، ومِثال السُنن الرواتب باتفاق الأئمة هو : ما أخرجهُ الشيّخان في صحيحيّهِما عن أم المؤمنين عائشة رضيّ اللهُ عنها ، قالت : (لم يكُن النبيّ صلى اللهُ عليهِ وسلّم على شئ من النوافِلْ أشدَّ تعاهُدًا منه على ركعتيّ الفجر).
- السُنن الرواتِب في الحضر : وهيّ سُنن قد اختلف الإمام مالك عن باقي المذاهِبْ الفقهية فيها وذلك في كونِها من السُنَّن الرواتِبَ ، وهُنَّ عشر ركعات كالآتِي : ركعتيّن بعد صلاة الظُهر ، وأربع ركعات قبل العصر ، وركعتيّن قبل صلاة المغرِب ، وركعتيّن قبل صلاة العِشاء.
- السُنن الرواتِب التابعة لصلاة التطوُّع : وهي الصلاة التي لم يُداوِم عليها النبيّ صلى الله عليهِ وسلّم ولم يُحدِدْ فيها عددًا مُعينًا من الركعات ، ونذكُرْ منها : صلاة الضُحى.
- أقسام السُنَن الرواتب من حيثُ المؤكد والمُستحب (The sections of the Regular Sunnahs in terms of what is emphasised and what is recommended):
- الرواتِبْ المؤكدة (Confirmed Regular Sunnah):
هي الصلوات اللتي قد ثَبُتَ نقلها بالسنة النبوية ، وقد واظب عليها رسول الله صلى الله عليهِ وسلّم في السفر والحضر ولم يترُكها إلا مرَّة أو مرَّتين ، وحثَّ على فِعلها ، وهي السُنن التي قد ثبُت مشروعيتها بالإتفاق عند الشيخان البُخاري ومُسلِم ، أمّا عن الرواتِب المؤكدة ، فَـ هي : {ركعتيّن قبل صلاة الفجر ، وأربع ركعات قبل صلاة الظهر ، وركعتيّن بعد صلاة الظهر ، وركعتيّن بعد صلاة المغرِب ، وركعتيّن بعد صلاة العِشاء}.
- الرواتِبْ المُستحبة (Recommended Sunnah):
وهي السُنن الرواتِِب التي واظب عليها النبيّ صلى الله عليهِ وسلّم أحيانًا ؛ لذلك فهي أقل مرتبة عن السُنن المؤكدة ، وقد أثبت مشروعيتها المذاهب الفقية الأربعة أنها سُنَّة راتبة مُقدرة ؛ بخلاف الإمام مالك رحمهُ الله الذي لم يجعل من السُنن الرواتِب المُقدّرة سِوَّى ركعتيّ الفجر وصلاة الوتر ، أمّا عن الرواتِب المُستحبة ، فَـ هِي : {ركعتيّن بعد صلاة الظهر ، وأربع ركعات قبل صلاة العصر ، وركعتيّن قبل صلاة المغرب ، وركعتيّن قبل صلاة العِشاء }.
- مراتِب تفضيل السُنن الرواتِب (Regular Sunnah ranks):
- السُنن الرواتِب باتفاق الأئمة إجماعًا : وهُما ركعتا الفجر وصلاة الوتر وقد أمر النبيّ صلى الله عليهِ وسلّمَ بهما ولم يأمُر بغيرِهما ؛ حيثُ أن الرسول صلى الله عليهِ وسلّم لم يترُكهُما لا في سفر ولا في حضر ، وهُما من السُنن الرواتِب بإتفاق الأئمة الأربعة إلا أن الإمام مالك لم يجعل سُنن راتبة في تصنيفِه للسُنن الرواتِبْ سِواهُما ، ومِثال السُنن الرواتب باتفاق الأئمة هو : ما أخرجهُ الشيّخان في صحيحيّهِما عن أم المؤمنين عائشة رضيّ اللهُ عنها ، قالت : (لم يكُن النبيّ صلى اللهُ عليهِ وسلّم على شئ من النوافِلْ أشدَّ تعاهُدًا منه على ركعتيّ الفجر).
- السُنن الرواتِب في الحضر : وهيّ سُنن قد اختلف الإمام مالك عن باقي المذاهِبْ الفقهية فيها وذلك في كونِها من السُنَّن الرواتِبَ ، وهُنَّ عشر ركعات كالآتِي : ركعتيّن بعد صلاة الظُهر ، وأربع ركعات قبل العصر ، وركعتيّن قبل صلاة المغرِب ، وركعتيّن قبل صلاة العِشاء.
- السُنن الرواتِب التابعة لصلاة التطوُّع : وهي الصلاة التي لم يُداوِم عليها النبيّ صلى الله عليهِ وسلّم ولم يُحدِدْ فيها عددًا مُعينًا من الركعات ، ونذكُرْ منها : صلاة الضُحى.
أقسام السُنن الرواتِب من حيثُ أوقاتِها ( Times of Regular Sunnah):
تنقسِمْ أوقات السُنن الرواتِبْ إلى :
- راتبة قبل الفرض (Sunnah before prayer):
وهي السُنّة الرَّاتبة التي يدخُل وقتها بدخول وقت أول الفرض ، وتُصَّلِّي قبل الفرض ويجوز تأخير أدائِها بعده ، ويخرُج وقتها بخروج وقت صلاة الفرض.
- راتبة بعد الفرض (Sunnah after prayer):
وهي السُنَّة الراتبة التي يدخُل وقتها أول الإنتهاء من صلاة الفرض فلا تُصَّلّى قبلها ، ويخرُج وقت قضائها بمجرد خروج وقت صلاة الفرض.
- أنواع السُنن الرواتِبْ (Types of Sunnah salaries):
الصلاة المفروضة | السُنن المؤكدة القبلية | السُنن المؤكدة البعدية | السُنن المُستحبة القبلية | السُنن المُستحبة البعدية |
صلاة الفجر | ركعتيّن | لا يوجد | لايوجد | لا يوجد |
صلاة الظهر | أربع ركعات | ركعتيّن | لا يوجد | ركعتيّن |
صلاة العصر | لا يوجد | لا يوجد | أربع ركعات | لا يوجد |
صلاة المغرِبْ | لا يوجد | ركعتيّن | ركعتيّن | لا يوجد |
صلاة العِشاء | لا يوجد | ركعتيّن | ركعتيّن | لا يوجد |
مجموع السُنن المؤكدة | سِتْ ركعات | سِـت ركعات | ___ | ___ |
مجموع السُنن المُستحبة | ___ | ___ | ثمانِ ركعات | ركعتيّن |
- عدد ركعات السُنن الرواتِب (The number of rak’ahs of the Regular Sunnah):
اختلف العُلماء في عدد ركعات السُنن الرواتِب على أربعة أقوال ؛ ولكُل قول ما يُرجِحهُ أصحابِه من أئمة العُلماء التي قد اتفقتّ الأمَّة عليهم ؛ لذلك فإننا سنذكُر أن عدد ركعات السُنن الرواتِب بناءًا على هذه الأقوال ؛ كالتالي :
- القول الأول : أن عدد السُنن الرواتِب هو اثنتا عشرة ركعة ؛ كالتالي : ركعتان قبل الفجر ، وأربع ركعات قبل الظهر ، وركعتان بعد الظهر ، وركعتان بعد المغرِب ، وركعتان بعد العِشاء ، وقد قال بذلك : المذهب الحنفي ، وبعضًا من المذهب الشافعي ، وبعضًا من الحنابلة كذلك ، وقد رجَّحَّ ذلك القول الشيخ ابن باز والشيخ ابن العُثيمين رحمهُما الله تعالى.
- القول الثاني : أن عدد السُنن الرواتِب هو عشر ركعات ؛ كالتالي : ركعتان قبل الفجر ، وركعتان قبل الظهر ، وركعتان بعد الظهر ، وركعتان بعد المغرب ، وركعتان بعد العِشاء ، وقد قال بذلك : المذهب الحنبلي إلا من بعض الوجوه التي قالت بالقول الأول ، وبعضًا من المذهب الشافعي.
- القول الثالِث : أن عدد السُنن الرواتِب هو أربعة عشر ركعة ؛ كالتالي : ركعتان قبل الفجر ، وأربع ركعات قبل الظهر وركعتيّنِ بعده ، وركعتان بعد المغرب ، وركعتان بعد العشاء ، وقد رُوِيَّ بذلك القول عن : الإمام أبي حنيفة والإمام الشوكانِي رحِمهُما الله.
- القول الرابِع : هو أنّ السُنَّة الرّاتِبة فقط ركعتيّ الفجر ، وقد انفرد بهذا القول : المذهب المالكي.
وأرجح الأقوال هو أن عدد السُنن الرواتِب التي يتم تأديتِها في اليوم والليلة هو اثنتيّ عشرة ركعة وذلك بناءًا على : التصريح بهذا العدد في أكثر من رواية صحيحة قد تمّ نقلها عن النبيّ صلى الله عليهِ وسلّم ، وكذلك كثرة الروايات التي تُبيِّن أن عدد ركعات السُنن الرواتِب هو اثنتيّ عشرة ركعة كما قد وُرِدَ في الأحاديث الصحيحة التي قد تم نقلِها عن أُمهات المؤمنين عائشة رضيّ اللهُ عنها ، وأم حبيبة رضيَّ اللهُ عنها.
الأوقات التي قد نُهينا عن الصلاة فيها (Times in which we don’t pray):
هُناك عِدّة أوقات قد نهى النبيّ صلى اللهُ عليهِ وسلّم من الصلاة فيها ؛ نذكُرُها كالتالي :
- من بعد صلاة الصبح حتى طلوع الشمس.
- من طلوع الشمس حتر ارتفاعِها.
- من بعد صلاة العصر حتى غروب الشمس.
- مِنْ اصفرار الشمس حتى تغيب.
- عند استواء الشمس في كبد السماء حتى تزول.
حُكم تارِك السُنن (Ruling on leaving Sunnah):
من ترك السُنن الواجبة فعليّهِ إثم ، أمّا من ترك القيام بالسُنن المُستحبة فليس عليهِ إثم ولكن يفوته الثواب وزيادة الأجر ، وكذلك يفوته تعويض بعض الواجبات المفروضة الناقصة ؛ وذلك لأن الصلوات المفروضة المكتوبة يتم إكمال أجورِها من أجر القيام بالسُنن الرواتِبْ يوم القيامة ، والقيام بالسُنن يحفظ الواجِبات المفروضة من الضياع ، ومن قام بالتهاوُّن في السُنن فمن المُمكِنْ أن يتهاون بما فرض اللهُ عليهِ من فرائض ، ولا أحد يُصِّر على ترك السُنن باستمرار إلا من كان هُناك نقص في دِينِه.