بين السحر والحسد
Magic VS Envy
مفهوم السحر (Concept of magic):
هو عُقّد ورُقَّى يتوصل بها الساحِرْ إلى استخدام الشياطين فيما يُريد بِهِ ضرر المسحور ؛ قال تعالى : (واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سُليمان وما كفر سُليمان ولكن الشياطين كفروا يُعلمون الناس السحر وما أُنزل على الملكيّن ببابل هاروت وماروت وما يُعلمان من أحدٍ حتى يقولا إنما نحنُ فتنةٌ فلا تكفر فيتعلمون منهما ما يُفَّرِّقون بِهِ بين المرء وزوجِه وما هُمْ بضارِّين بِه من أحدٍ إلا بإذن الله ويتعلمون ما يضُرُّهم ولا ينفعُهم ولقد علموا لمن اشتراهُ ما لهُ في الآخرةِ من خلاق ولبئس ما شروْا به أنفُسهُم لو كانوا يعلمون) (الآية 102 : سورة البقرة).
قال الخطابي : “السحر من عمل الشيطان يفعله في الإنسان بِنفثِه ونفخِه وهمزِه ووسوستِه ، ويتلقاهُ الساحِرْ بتعليمِه إياه ، ومعونتِه عليه ، فإذا تلقاهُ عنه استعملهُ في غيرِه بالقول والنفثِ في العُقّدْ”.
الفرق بين مفهوم السحر ومفهوم العمل أو المَّس (The difference between magic and witchcraft):
السحر هو اسم جامِعْ لكل أنواع الأعمال ، أمّا العمل فهو نوع السحر الذي يُريد الساحِرْ عملُه ؛ فالسِحر يتم عن طريق مادّة مُعينّة كطعام أو شراب أو ملابس أو أيّ شئ آخر ؛ ولقد سُمِّيَّ العمل بهذا الاسم لاحتوائِه على نوع العمل الذي يقوم بِهِ خادِم السحر في بدن المسحور ؛ فعادةً ما يختص العمل بعرقلة أمر مُعيّن في حياة الشخص سواءًا بالمرض أو الإنجاب أو الزواج وما إلى ذلك ؛ فإذا فسدت المادة التي تمَّ السحر عن طريقِها سواءًا بتمزيقِها أو إخراجِها من مكانِها وفك عُقَّدِّها ؛ كما أخرج النبي صلى اللهُ عليهِ وسلَّم السحر من البئر أو أن يتقيأ المسحور السِحر فإذا حدث هذا بطل السحر ، لفساد مادة العُقَّد التي بين الساحِرْ وبين الجِنّ الموكَّلْ بالسِحرْ.
أعراض الإصابة بالسِحرْ (Symptoms of witchcraft):
- الشعور بِـ آلام شديدة في البطن غير مُحتملة تتشابه كأنها : طعن السكاكين في البطن.
- كثرة الغازات في البطن.
- اسوداد الوجه ، ووجود حرارة في الجوف أو البدن خاصةً في وقت قراءة الرُّقيّة الشرعية.
- الشعور بالكركرة في المعدة والبلعوم ؛ خاصةً في وقت قراءة الرُّقيّة الشرعيّة.
- كثرة التمخُّط من الأنف والبزاق من الأنف في وقت قراءة الرُّقيّة الشرعيّة.
- الشعور بِـ آلام في المعدة يُصاحِبُها الغثيان أحيانًا.
- فُقدان الشهيّة ؛ بالإضافة إلى الإصابة بالإمساك المُزمِنْ.
- خروج رائحة كريهة من المَعِدَة.
- المُعاناة من ضعف في الرؤية ؛ بالإضافة إلى رؤية شعر أو حِبال أمام العينين في حال إغِماضها.
- وجود ضيق في التنفُس ؛ مع الشعور ببعض الآلام أحيانًا في أسفل منطقة الظهر.
- حدوث انتفاخ في اليد أو الرجل ؛ أو ظهور بعض البُقع الزرقاء في الجسم.
- الإكثار من فرك الرأس.
- الخمول والثِقَّل في البدن بشكل عام.
أعراض الإصابة بالمَّسَّ (ٍSymptoms of being under the effects of black magic):
- رؤية الكوابيس والأحلام المفزعة ؛ بالإضافة إلى الإصابة بالأرق والقلق.
- رؤية السقوط من مكان عالي.
- القيام والمشيّ أثناء النوم.
- الشعور بوجود شخص ينام مع المُصاب بالمَّسَّ.
- سماع أصوات غريبة ؛ بالإضافة إلى رؤية الحيوانات ، مثل : القطط والكِلاب والأسود والعناكِبْ والعقارِب ,الحيَّاتْ.
- ظهور كدمات على الجسم مُتمثلة في وجود بُقع حمراء وزرقاء.
- فقدان التحكُّم في أيّ عضو من أعضاء الجسم.
- الشعور بالتنميل في القدميّن واليديّن.
- الشعور بِـ صُداع مُتنقِل دائم في الرأس.
- زيادة في عدد دقات القلب.
- التخبُّط في الأقوال والأفعال.
- الصدود عن ذِكر اللهِ تعالى ، والابتعاد عن صوت الآذان والقرآن الكريم والارتياح مع سماع صوت الأغاني.
- كراهية المنزل أو الزوجة أو الزوج أو الأبناء أو أحد الأقارِبْ بشكل خاصّ.
- الشعور بِـ : الغضب الشديد ، والضيق ، والاكتئاب ، والحزن الدائم.
- تناوُل المُسكِرات والتدخين بشراهة.
- إطالة الشعر وعدم الاعتناء بالمظهر بشكل عام.
أنواع السحر (Types of Magic):
1-السحر الحقيقي (Real Magic):
أيّ الذي لهُ تأثير حقيقي ؛ فهو قد يُمرِضْ ، ويقتل ، ويجمع بين الزوحين حُبًا ، ويُفَّرِّق بين الزوجين بُغضًا ، ويؤثِرْ في المشاعِرْ سلبًا وإيجابًا ؛ قال تعالى : (فيتعلمون منها ما يُفَّرِّقون بِهِ بين المرء وزوجِه وما هم بضارِّين بِه من أحدٍ إلا بإذن الله) (الآية 102 : سورة البقرة) ، ولولا أن السحر له حقيقة لما أمرنا اللهُ تعالى بالاستعاذة منه ، ولما جعلهُ رسول الله صلى اللهُ عليهِ وسلَّم من السبع موبقات التي تورِد صاحبُها المهالِكْ
2 – السحر التخيِيلي (illusion Magic):
هو السحر المبنِي على التمويه والخداع والتخييُل الذي لا حقيقة له ؛ أيّ أن يتهيأ للعين ما هو غير موجود في الحقيقة والواقِعْ ، وهو مثل ما أخبر اللهُ تعالى بِهِ عن سحرة فرعون (قال بل ألقوا فإذا حِبالهم وعِصيُّهم يُخييَّل إليهِ من سِحرِهم أنها تسعى) (الآية 66 : سورة طه) ؛ مع أن حِبالُهم وعِصيُّهم لم تخرُج عن كونِها حِبالًا وعِصِيّاً إلا أن الخوف والفزع الذي يتسبب بِهِ السِحر التخيُّلِي يُهيئ للنفس أشكالًا وأمراضًا أُخرى تُفْزِعُها.
حُكم تَعلُّم السحر وتعليمِه (Ruling on learning and teaching magic):
أخرج البُخارِي في صحيحِه عن أبي هُريرة رضيّ اللهُ عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليهِ وسلَّم : (اجتنِبوا السبع الموبقات . قالوا : يا رسول الله ، وما هُنّ ؟ قال : الشركُ بالله ، والسحر ، وقتل النفس التي حرَّمَّ الله إلا بالحق ، وأكل الربا ، وأكل مال اليتيم ، والتولِّي يوم الزحف ، وقذف المُحصناتِ المؤمِناتِ الغافِلاتْ).
وقد أخرج مُسلِمْ في صحيحِه عن أم المؤمنين صفيّة رضي اللهُ عنها ؛ أن النبيّ صلى اللهُ عليهِ وسلّم ، قال : (من أتى عرَّافًا فسألهُ عن شئ لم تُقبل لهُ صلاة أربعين ليلة).
وقد اتفق جميع أئمة المُسلمين على أن تعلُّم السحر وتعليمِه ومُمارستِه حرام ، ورغم اتفاق العلماء على حُرمة تعلُم السحر وتعليمِه ومُمارستِه إلا أنهم قد اختلفوا في تكفير فاعِله ، فذهب جمهور العُلماء ومنهم الأئمة الأربعة إلى تكفير فاعِلْ السِحر ؛ إلا أنّ الإمام الشافِعيّ قد ذهبَ إلى التفصِيل : فإن كان في عمل الساحِر ما يوجِبْ الكفر كفر بذلك ، وإلا لم يكفُرْ.
وقد أورد القرافي أمثلة للكفر التي يتضمنها السحر ، فقال : {هذه الأنواع قد تقع بلفظ هو كفر ، أو اعتقاد هو كفر ، أو فعل هو كفر ، فالأول كالسب المُتعلق بمن سبَّه كفر ، والثاني كاعتقاد انفراد الكواكِب أو بعضها بالربوبية ، والثالث كإهانة ما أوجب اللهُ تعالى تعظيمِه من الكتاب العزيز وغيرِه ، فهذه الثلاثة متى وقع شئ منها في السحر ، فذلك السحر كُفر لا مِرية فيه}.
واستدَّلَّ جمهور العُلماء القائِلين بِـ كُفر الساحِرْ مِنْ قولِه تعالى : (وما كفر سُليمان ولكن الشياطين كفروا) (الآية 102 : سورة البقرة).
قال ابن حجر : {فإن ظاهرها أنهم كفروا بذلك ، ولا يكفر بتعليم الشئ إلا وذلك الشئ كفر ، وكذا في قولِهِ في الآية على لِسان الملكيّن : (إنما نحن فتنة فلا تكفر) ، فإن فيهِ إشارة إلى أن تعلُّمْ السحر كُفر فيكون العمل به كُفرًا وهذا كله واضح}.
عقوبة الساحِر (Sorcerer’s Punishment):
عقوبة السحر في الإسلام مرتبطة بحكم تعلم السحر ، فهذا بجالة بن عبدة ، يقول : {كتب عمر بن الخطاب رضيّ اللهُ عنه : أن اقتلوا كُل ساحرٍ وساحرة ، قال بِجالة : فقتلنا ثلاث سواحِرْ} ، وقد جاء كذلك عن أم المؤمنين حفصة رضيّ اللهُ عنها : أنها أمرت بقتل جارية لها سحرتها ؛ فَقُتِلَتْ.
وقد قال بعضًا من الصحابة ، مثل : عمر وعثمان وابن عمر وأم المؤمنين حفصة وأبو موسى الأشعِريّ إلى وجوب قتل الساحِرْ ؛ لذلك فقد ذهب جمهور العُلماء إلى وجوب قتل الساحِرْ من غير استتابة ؛ أمَّا مذهب الشافِعي ، فقد قال أنّ للسحر ثلاثة أحوال : {حال يقتل كفرًا ، وحال يقتل قصاصًا ، وحال لا يقتل أصلًا بل يُعزَّر ، أمَّا الحالة التي يقتل فيها كفرًا إن عمل بسحرِه ما يبلُغْ الكفر ، والحال التي يقتل قِصاصًا إن كان قتل بسحره وإلا يُعَّزَّرْ}.
علاج الإصابة بالمَّس أو السِحر (Treatment of Possession or Magic):
السِحر ليس لهُ عِلاج إلا بموت الساحِر ؛ أمَّا العمَّل أو المَّسَّ فإن عِلاجُه يكون بإيجاد العمل وتمزيقِه وإخراجِه ، أو بموت الساحِرْ.
مفهوم الحسد (The concept of envy):
عرَّفهُ الجرجاني بأنَّهُ : “تمني زوال نعمة المحسود إلى الحاسِدْ” ، أمَّا الكفوي فقال أن الحسد هو : “اختلاف القلب على الناس ؛ لكثرة الأموال والأملاك” ، أمَّا الطاهر بن عاشور فقد عرَّفهُ بأنَّهُ : “إحساس نفسي مركب من استحسان نعمة في الغير ، مع تمني زوالها عنه ؛ لأجل غيرة على اختصاص الغير بتلك الحالة ، أو على مُشاركتِه الحاسد”.
الفرق بين مفهوم العين ومفهوم الحسد:
الحسد أعمّ من العين ؛ فكل عائن هو حاسِدْ ، وليس كُلْ حاسد عائن ، والعائِنْ أضرّ من الحاسِدْ ؛ فالحاسد قد يحسد ما لم يره ، وقد يحسد في الأمر المتوقع مُستقبلاً قبل وقوعه ، أمَّا العائِن فهو لا يعين إلا ما يراه والموجود بالفعل أمامه ، قال ابن القَّيِّمْ رِحمهُ الله : {والمقصود أن العائِن حاسِدْ خاص ، وهو أضر من الحاسِدْ ، ولهذا – واللهُ أعلم – إنمَّا جاء في السورة ذِكر الحاسِدْ دون العائِنْ ؛ لأنَّهُ أعم ، فكل عائِن حاسِدْ ولا بُد ، وليس كُل حاسِدْ عائِنًا ، فإذا استعاذ من شر الحسد دخل فيهِ العين ، وهذا من شمول القرآن الكريم وإعجازِه وبلاغتِهْ}.
أعراض الإصابة بالحسد (Symptoms of envy):
- أعراض الإصابة بالحسد (Symptoms of envy):
- الإحساس بالاختناق ؛ مع الشعور بالحزن الدائم الذي قد يُصاحِبُهُ البُكاء المُستمِرْ والمُتكرِرْ بدون سبب.
- الشعور بِـ تسارُع في ضربات القلب.
- وجود بُقع ذات لونٍ أزرق أو بُني في أماكِنْ مُتفرِّقَّة من الجسم.
- النوم الكثير أو الإصابة بالأرق المُستمِرْ.
- كثرة التثاؤب وبشكل خاصّ خلال وقت الصلاة.
- ضُعف في الحفظ والاسترجاع والتذكير.
- الإهمال في المظهر بشكل عام.
أنواع الإصابة بالعين:
- العين التي تقع على الشخص المُعان بِـ اختيار صاحِبُها عن قصد وعن تعمُّدْ ؛ ففي تلك الحالة يكره الشخص أن يرى نِعمْ اللهِ تعالى قد أُسبِغَتْ على غيرِهِ من العِبادْ.
- العيّن التي تقع بغير قصد ، وهي التي تحدُث عندما يرى الإنسان شيئًا يُعجِبُهُ فيُصيبُه بالأذى والضرر عن غير قصد أو سبق إصرار ، وقد يحدُث ذلك بسبب عدم ذِكرْ اسم اللهِ عليهْ.
- العين التي تأتي من أقرب الناس ؛ فقد يُصيب الأب ابنه ، والأخ أخاه ، وهنا تكون الإصابة بالعين من غير قصد أو تعمُدْ.
- العين التي تُصيب المُتديِّن ؛ فحتى الشخص الذي يُحافِظ على العبادات ويقرأ القرآن قد يُصابْ بالعين ؛ فيضيق صدرهُ بالعبادة أز ينسى ما حَفِظَ من القرآن.
مراتِبْ الحسد المذموم (The ranks of reprehensible Envy):
- الحاسِدْ الذي يتمنَّى زوال النعمة عن غيرِه ، ويسعى بكل الوسائِلْ المُحرَّمة في تنفيذ ذلك ، وهذه الحالة هي الغالِبة في الحُسَّاد ، وبشكل خاص يكون ذلك الحسد في المال والمنصِبْ والجاه وما إلى ذلك.
- الحاسِدْ الذي يتمنَّى زوال النعمة عن غيرِه ، ولكنَّهُّ لا يسعى بالوسائِلْ المُحرَّمَّة في تنفيذِ ذلك ؛ لذلك فإن تِلك المرتبة هي دون المرتبة الأولى ؛ فالحاسِدْ هنا يتمنَّى زوال النعمة عن غيرِه وإن كانت لا تنتقِلْ إليه.
- الحاسد الذي يتمني زوال النعمة عن المحسود سواءًا انتقلت تِلك النِعَم إلى الحاسدِ أمْ إلى غيرِه ؛ فالحاسد هنا في جهادٍ مع نفسِه ؛ عن طريق كَّفِّها عمَّا يؤذي الناس.
مراتِبْ الحسد الممدوح (The ranks of the praised Envy):
- تمني زوال النعمة عن الغير ؛ بُغضًا لذلك الشخص لسببٍ شرعي ؛ كأن يكون ذلك الشخص ظالمًا أو فاسِقًا يستعين بالنعمة على ظُلمِه أو فُسوقِه أو فجوره ؛ فيتمنى الحاسِدْ زوال النعمة من ذلك الشخص حتى ترتاح البلاد والعِباد من شرِّ العِبادْ ؛ وهذا حسدٌ ممدوح.
- أن يُحِب الشخص النعمة لِـ غيرِه ويتمنى مثلها لنفسِه ؛ فإن لم يحصُل لهُ مثلها فلا يُحِبْ زوالها عن غيرِه .
الحسد المكروه (Undesirable Envy):
أن لا يتمنَّى الحاسِدْ زوال النعمة عن غيرِه ولكن يتمنى لِنفسِهِ مثلها ؛ فإذا حصل له مثل هذه النعمة طابت نفسُهُ واستراح ؛ وذلك حتى يتساويا ولا يفضُلُه الشخص الآخر بشئ.
عِلاج الإصابة بالعيّن أو الحسد (Treatment of envy):
- قراءة الرُقية الشرعية التي وردت في كُتُب السُنَّة الصحيحة عن النبيّ صلى الله عليهِ وسلَّمْ.
- المواظبة على قراءة الأذكار المشروعة في اليومِ والليلة ، وهي مثل : أذكار الصباح والمساء ، أذكار الدخول والخروج من المنزل ، الأذكار عُقب الصلوات الخمس ، أذكار النوم ، الاستغفار.
- أن يغتسل المحسود بما غُسِّل به العائن أو الحاسِدْ.
- اليقين بأن الشفاء من عند الله تعالى ، وأن لا يستسلِمْ المُصاب للخواطِر والوساوِس الشيطانية التي قد تأتيه.
- عدم إخبارِ الناس بجميع نِعم اللهِ تعالى ؛ فيجِب كِتمان بعض الأمور عن الناس وإذا أراد الشخص أن يُخبرُها لأحد فيختار من يَثِق بِـ حُبِّهم له ثقةً عمياء كالوالديّن مثلًا.
- تطهير البيت من المعاصِي والذنوب على قدر المُستطاع.