كيف تعرف محركات البحث أنك تريد شراء الأشياء بمجرد تفكيرك فيها؟
How do search engines know that you're looking for something once you think about it?
How do search engines know that you’re looking for something once you think about it
- الأمان والخصوصية على الإنترنت (Safety and privacy on the internet):
معظم الناس تظن أن مصطلح الأمان ومصطلح الخصوصية ما هما إلا كلمتين مختلفتين يؤديان إلى نفس المعنى إلا أن الحقيقة غير هذا تماماً.
فيمكننا أن نُعَرف الخصوصية أنها الحقوق التي تمتلكها للتحكم في معلوماتك الشخصية وكيف يتم استخدامها مثل من يطلع عليها أو على بعض منها ومن يمكنه إضافة رأيه فيها إذا سمحت له بهذا ومن يمكنه مشاركتها و غير هذا.
أما مصطلح الأمان فهو يرجع إلى مدى قدرتك على التحكم في خصوصيتك على الإنترنت وما إذا كان بإمكانك استرجاع حقوقك ممن انتهك خصوصيتك أو سرق بياناتك وغيره.
أصبح من المهم جدا في هذا الزمان الإطلاع و التثقف على سبل الحماية و الحفاظ على الخصوصية في عالم الإنترنت خاصة مع انتشار قراصنة الإنترنت والذين يتزايدون يوما بعد يوم والمدهش أن منهم أطفالاً اذا تحدثت معهم تجد أنهم لا يفقهون شيئاً عن هذه الحياة ولكن إذا أحضرت لهم حاسوباً و رأيتهم وهم يعملون عليه قد تظنهم مهندسي حاسب آلي أو عباقرة أو حتى مشعوذين ولكن الحقيقة المرة وراء هذه الظاهرة هى وجود الآلاف بل الملايين من التدريبات و الدورات سواءً على الإنترنت أو في مراكز التدريب حول العالم والتي تسمح للأطفال و لأي شخص أياً كانت مؤهلاته أو أسبابه ودوافعه إلى إمكانية تعلم أساليب القرصنة!
والمضحك في هذا أيضا أن منهم من يسمون أنفسهم “القراصنة البيضاء” أو “White hackers” ويقولون أنهم يتعلمون القرصنة لأغراض شريفة كإعادة الملفات والحسابات المسروقة إلى أصحابها و حماية البسطاء من القراصنة الأشرار ولكن يبقى السؤال ما الذي يضمن عدم تحول القراصنة البيض على حد تعبيرهم إلى قراصنة أشرار في يوم من الأيام و من يعطي لهم الحق أيضاً في التفتيش و الإطلاع على أسرار الناس وهم ليسوا من الشرطة او من أي هيئة دفاع موثوق بها فعلياً..
هل أدركت عزيزي القارئ الأهمية البالغة لمعرفتك بالخصوصية والأمان عبر الإنترنت؟!
إذا لم تكن مقتنعاً كفايةً فدعني أخبرك شئ ما..
هل تعلم أن آلاف الدولارات يتم سرقتها يومياً عن طريق سرقة الحسابات الإلكترونية على مواقع الإنترنت مثل اليوتيوب ومواقع البنوك ومواقع التسوق الإلكتروني (Online shopping) وغيره.
- مواقع التواصل الإجتماعي و الخصوصية (Privacy in social media):
منذ بداية الالفينات و أخذت مواقع التواصل الاجتماعي مكانا في حياة البشر اليومية حتى صارت جزءا لا يتجزأ من الروتين اليومى تقريبا لكل إنسان على وجه الأرض. كل يوم تظهر منصة جديدة بها بعض المميزات التي تدفعك لعمل حساب عليها حتى تتواصل مع عدد أكبر من الناس. بشكل عام يمكننا القول إنه يتم نشر الملايين من المعلومات كل يوم على مواقع التواصل الإجتماعي مثل الصور والفيديوهات و الآراء الشخصية و المواقع الجغرافية للأشخاص الذين يزورون أماكن جديدة غالبا على سبيل المرح أو لظن صاحبها أن ذلك يرفع رصيده اجتماعيا و يعطيه مزيد من الثقة بالنفس. قد يكون ذلك مرضيا لأشخاص كثيرين و لكن للأسف الحقيقة هو أن ذلك لن يجعلك اجتماعيا و لكن يضيف لك زهو افتراضي غير حقيقي. والحقيقة أيضاً أن كل تلك المعلومات المنشورة ما هي إلا بيانات و معلومات مجردة من
وجهة نظر القائمين على مواقع التواصل الاجتماعي و حتى لو كنت تعتقد أن كلمة السر القوية تمنعهم من الحصول على بياناتك فأنت مخطئ تماما لأن كلمة السر في الحقيقة التي تختارها تحول بينك و بين المستخدمين العاديين أمثالك فقط و لكن بالنسبة لأصحاب المواقع و العاملين عليها فهؤلاء لديهم كل المعلومات التي تضعها على حسابك بداية من اسمك و كلمة السر الخاصة بك إلى المنشورات العادية و تعليقاتك لدى أصدقائك و محادثاتك السرية بينك و بين أصدقائك و غيره باختصار يمكننا القول أن أي شئ يوضع على أي موقع إجتماعي فإن أصحاب هذا الموقع يمكنهم الإطلاع عليه في أي وقت أيا كان هذا الشئ.
لذا وبعد التعريف المختصر للخصوصية والأمان فإنه يمكنك القول أن هذه المواقع توهمك أن لديك خصوصية و بالفعل يعطونك جزءاً منها حيث يكون بإستطعاتك حجب المعلومات التي تريد عن بعض أصدقائك ونشر بعضها الآخر إلا أننا يمكننا أن نجزم أنه لا توجد خصوصية مطلقة لأي فرد يستخدم مواقع التواصل الإجتماعي.
إذا بدا هذا الكلام مبالغاً فيه فدعني عزيزي القارئ أخبرك أنه عندما سُئِل مؤسس أكبر موقع تواصل إجتماعي ماذا إذا كان ينشر معلومات شخصية عن نفسه أم لا فأجاب بأنه لا يضع أي معلومات عن نفسه.
- كوكيز الإنترنت (Internet Cookies):
هل تسآئلت يوماً ما كيف تعرف محركات البحث أنك تبحث عن شيء ما بمجرد التفكير فيه ؟!
حسنا الإجابة القصيرة هى أن محركات البحث تعرف ما تفكر فيه عن طريق الكوكيز.
فما هي الكوكيز وهل هى ضارة دائماً أم يمكن أن تكون نافعة أحياناً؟
الكوكيز هي طريقة في التتبع تستخدمها معظم المواقع حتى تتمكن المواقع من تتبع زياراتك لها فعلى سبيل المثل إذا فتحت موقع تسوق على الإنترنت وبحثت بداخله عن حقيبة فسيقوم الموقع بالإحتفاظ بهوية جهازك و بجانبها الشئ الذي بحثت عنه وهو في هذا المثال حقيبة فإذا لم تكمل عملية الشراء ثم أغلقت الموقع وعدت لفتحه مجددا في اليوم اللاحق فستجد تلقائيا أن الموقع يعرض لك صوراً لحقائب كثيرة ومختلفة و هذا لأن الموقع قام بحفظ عملية بحثك الأولى وهكذا حتى تشتري الشيء الذي بحثت عنه فعندما تشتريه يقوم الموقع بغلق عملية التتبع هذه ثم يقوم بفتح أخرى عندما تبحث عن شئ آخر وهكذا.
قد تظن أن الكوكيز سيئة دائما ولكن الحقيقة أنها ليست كذلك دائما فبعض المواقع فعلاً لا تستخدمها إلا لغرض تسهيل عملية الشراء للعميل، تخيل أنه إذا كنت تريد شراء عدة أشياء و لكنك تضع في سلة مشترياتك عنصراً واحداً في اليوم و تعاود عملية ملئ سلة مشترياتك على مدار أيام قبل أن تقوم بعملية الشراء فبدون الكوكيز سيكون عليك ملئ سلة مشترياتك كلها في يوم واحد لأنك إذا أغلقت الموقع سيعود كل شئ للصفر.
ولكن كعادة كل المواقع على الإنترنت فإن بعض المواقع تستخدم الكوكيز استخداماً سئ للغاية وقد يكون هذا السبب الأساسي لمعظم الفيروسات على جهازك وهو بسبب أنك تصفحت إحدى المواقع التي تستخدم الكوكيز استخداماً سيئاً فاستطاعت بذلك اختراق جهازك و ارسال الفيروسات إليك وهو نوع من القرصنة أيضا وقد يكون هذا النوع هو الأكثر انتشاراً.
- كيف تضمن خصوصيتك عند استخدام الإنترنت (How to assure your privacy when using the internet):
1- تجنب تصفح المواقع الغير موثوقة ويمكنك معرفة ما إذا كان الموقع موثوق أم لا من خلال البحث عن آراء الناس حول هذا الموقع.
2- توقف عن استخدام مواقع التواصل الإجتماعي كما لو كانت مجتمعاً حقيقياً وتذكر دائماً أنها عبارة عن مجتمعات إفتراضية.
3- توقف عن نشر معلوماتك السرية على مواقع التواصل الإجتماعي.
4- تذكر أن كل محادثاتك على مواقع التواصل الإجتماعي مكشوفة لدى أصحاب الموقع.
5- قم بتثبيت برنامج جيد مضاد للفيروسات على جهازك.
6- لا تقم بإختيار رقم سري واحد حتى و لو كان قوي جدا لكل حساباتك على الإنترنت.
7- تجنب وضع معلومات بطاقتك البنكية في أي موقع يطلب منك هذه المعلومات ولا تضعها إلا في المواقع الموثوقة.
8- لا تقوم بفتح الرسائل التي تحتوي على روابط من أشخاص غريبة.
9- قم بحذف الذاكرة المؤقتة باستمرار في جهازك.
10- أغلق خاصية “تذكر كلمة السر” في كل حساباتك.
● تجنب نشر هذه الأشياء على الإنترنت (Avoid sharing this things on the internet):
1- تجنب نشر التفاصيل الدقيقة عن رحلتك القادمة مثل مكان وصولك و وقت الوصول ومكان إقامتك فيها لأن هذا قد يعرضك لأمرين خطيرين الأول أنه يخبر الناس أنك ليس في المنزل و بالتالي فقد يتعرض منزلك لعملية سرقة لا قدر الله والأمر الآخر هو أنك قد تكون السبب في أي إيذاء يحصل لك نتيجة أن أحدهم كان متربصاً بك ويريد أن يؤذيك بأي شكل و أنت قمت بإخباره بمكانك تحديداً.
2- لا تقوم بنشر موقع منزلك بالتحديد و إذا أردت أن تتحدث عن مكان إقامتك فيمكنك الإكتفاء بذكر المدينة التي تجلس فيها.
3- حاول قدر الإمكان تجنب استخدام خاصية نشر الموقع الجغرافي على الفيس بوك للأسباب السابقة أيضاً.
4- تجنب التحدث عن أحد أصدقائك في أحد فيديوهاتك دون أخذ إذناً مباشراً منه و احرص أن يكون الإذن محفوظاً عن طريق تدوينه أو تصويره لأن هذا قد يعرضك للمسائلة القانونية.
5- تجنب تصوير أحد دون إذنه لنفس السبب السابق.
6- تجنب نشر أخبار الأصدقاء الكبيرة قبلهم مثل خطبة أحد الأصدقاء لأن هذا يعد انتهاكاً للخصوصية.
7- تجنب تصوير نفسك صوراً غير لائقة لأنك حتى وإذا قمت بمسحها بعد ذلك فسيكون بالفعل هناك مئات النسخ الموجودة في هواتف أصدقائك حتى لو زعموا أنك أحب الأشخاص إليهم وفد يقوم أي شخص بإبتزازك في المستقبل بهذه الصور.
8- تجنب الحديث عن البنك الذي تتعامل معه وتجنب الحديث عن أي معلومات عن بطاقاتك الائتمانية.
9- تجنب الشكوى عن رئيسك في العمل على مواقع التواصل الإجتماعي لأن أحد أصدقائك ممن يزعمون الود قد يوشي بك و يتم طردك من العمل.
10- تجنب الحديث عن المشاكل التي تتعرض لها في حياتك مع شريك حياتك لأن ذلك يمنح الآخرين الحق في التدخل في شؤونك.
11- تجنب نشر الآراء المثيرة للبلبلة و الإشاعات لأن هذا قد يعرضك للمسائلة القانونية.
12- تجنب وضع صور شخصية لك في أماكن خطيرة أو عند قيامك بفعل خطير مثل تصويرك لنفسك أثناء القفز من مكان مرتفع أو تصوير تسلق الجبال الوعرة أو ركوب السيارات و القيادة بسرعة جنونية لأن هذا قد يحفز البعض على تقليدك.
13- تجنب تهديد أي شخص على مواقع التواصل لأن هذا قد يضعك في دائرة الإتهام الوحيدة إذا حدث له أي مكروه.
- معايير دينية لإستخدام الإنترنت (Religious considerations for using internet):
وضع الدين الإسلامي الحنيف معاييراً لحياتنا تضمن لنا حياة آمنه و صحية وحفظ لنا الإسلام خصوصيتنا و أوصانا على كتم الأسرار لنعيش حياة صحية بعيدة عن الضغائن و الفتن وبالطبع يمكننا إسقاط هذه المعايير على استخدامنا للإنترنت فبمعرفتنا أن الإنترنت سلاح ذو حدين قد نستفيد منه أو نتضرر و على ذلك يجب أن نتبع معاييرنا الدينية التي تحثنا على مكارم الأخلاق وأن نعلم أن تعاملاتنا على الإنترنت يجب أن تكون متوافقة مع شخصياتنا الحقيقية و أن لا نستغل إختباءنا خلف الشاشات في فعل ما لا يمكننا فعله أمام الآخرين ومن الأمور التي حث عليها الدين الإسلامي ويمكن لنا أن نستفيد منها في استخدامنا للإنترنت:
1- أن تتذكر دائما مفهوم الإحسان “اعبد الله كأنك تراه فأن لم تكن تراه فأنه يراك”
2- البعد عن السباب و التلاعن وقذف المحصنات الغافلات و ترك شؤون الخلق للخالق وترك الحديث في اللهو وتوافه الأمور.
3- تجنب نشر العري و الفضائح لأن الستر من أولويات ديننا الحنيف.
4- تجنب الغيبة و النميمة و وصف الناس بما لا يعجبهم.
5- تجنب إشاعة الفتن بين الناس.
6- تجنب التملق و النفاق و مدح من لا يستحق المدح رغبة في الشهرة.