التهاب اللوزات
تشكّل اللوزتان الحنكيّتان جزءاً من الجهاز المناعيّ. تتوضّعان على جانبي البلعوم وتساهمان في إفراز الأجسام المضادّة التي تحارب الأخماج الجرثوميّة والفيروسيّة. ويعتبر التهاب اللوزات من الأمراض الأكثر شيوعاً في سنّ الطفولة وخاصّة في العمر بين 2-6 سنوات، في حين تضمران شيئاً فشيئاً مع التقدّم في العمر وتتراجع وظيفتهما.
أسباب التهاب اللوزات Causes of Tonsillitis:
يحدث التهاب اللوزات نتيجة دخول العوامل الممرضة من جراثيم وفيروسات عبر الفم، حيث تشكّل اللوزتان أوّل خطّ دفاعيّ في الجسم ضدّ هذه العوامل، ممّا يجعلها أكثر عرضة للإصابة بالالتهاب والخمج. ويعتبر التهاب اللوزات الفيروسيّ أكثر شيوعاً من الالتهاب الجرثومي الذي يشكّل نسبة 15-30% من حالات التهاب اللوزات.
أعراض التهاب اللوزات Tonsillitis Symptoms:
تسبّب الإصابة بالتهاب اللوزات أعراض التهاب الحلق، وهي:
- ألم واحتقان في الحلق
- صعوبة البلع
- ارتفاع الحرارة
- ضخامة العقد اللمفاويّة الرقبيّة
- بحّة وخشونة الصوت
- رائحة نفَس كريهة
- صداع
- تشنّج الرقبة
- ضخامة واحتقان في اللوزتين
- السعال
- التعب العامّ
- احمرار اللوزتين وقد تظهر عليهما أيضاً نقاط قيحيّة بيضاء مصفرّة
- قد يلاحظ لدى الأطفال الصغار أيضاً حدوث نقص الشهيّة، فرط إفراز اللعاب، وألم بطنيّ
كيف يتمّ تشخيص التهاب اللوزات How Is Tonsillitis Diagnosed؟
يتمّ تشخيص التهاب اللوزات من خلال فحص الحلق باستخدام خافض اللسان، كما يفيد أيضاً إجراء التحاليل الدمويّة لتحديد فيما إذا كان المسبّب عاملاً جرثوميّاً أم فيروسيّاً. وقد يلجأ الطبيب إلى أخذ مسحة من البلعوم لإجراء الزرع الجرثوميّ وتحديد نوع الجرثومة المسبّبة للالتهاب بدقّة. حيث يساعد ذلك كلّه في جعل العلاج أكثر نوعيّة.
مضاعفات التهاب اللوزات Complications of Tonsillitis:
قد يتسبّب تكرار الإصابة بالتهاب اللوزات أو حدوث الإصابة لفترة طويلة مع عدم تقديم المعالجة المناسبة إلى:
- صعوبة التنفّس
- انقطاع التنفّس أثناء النوم
- انتشار العوامل الممرضة إلى النسج المجاورة
- تجمّع القيح خلف اللوزات وحدوث خرّاج حول اللوزة Peritonsillar Abscess
- كما تختلط حالات التهاب اللوزات المحدثة بالجراثيم العقديّة في حال عدم المعالجة الصحيحة بحدوث الحمّى الرثويّة Rheumatic Fever (وهي من الأمراض الالتهابيّة التي تصيب القلب والمفاصل)، أو التهاب الكبب والكلية التالي للإصابة بالعقديّات Poststreptococcal Glomerulonephritis (يؤدّي إلى اضطراب تصريف السوائل والفضلات من الجسم)
معالجة التهاب اللوزات Treatment of Tonsillitis:
عادةً ما يكون التهاب اللوزات مرضاً محدّداً لذاته يشفى بشكل تلقائيّ خلال 3-4 أيّام ولا يتطلّب أيّة معالجة. وبشكل خاصّ في الحالات الفيروسية. لذا يوصى مبدئيّاً بالراحة، تناول المشروبات الدافئة التي تهدّئ تهيّج الحلق وترطّبه، تناول خافضات الحرارة، والغرغرة بالماء المالح.
في حين يستطبّ للحالات الأكثر شدّة إعطاء المضادَات الحيويّة مع ضرورة الالتزام بالوصفة الطبّيّة وإتمام الشوط العلاجيّ بشكل كامل حتّى في حال حدوث تحسّن مبدئيّ سريع، إذ يقي ذلك من نكس الالتهاب وحدوث المضاعفات. ويتمّ الاحتفاظ بإجراء جراحة استئصال اللوزات لحالات خاصّة.
جراحة استئصال اللوزات Tonsillectomy:
يتمّ اللجوء إلى جراحة استئصال اللوزات في الحالات الناكسة المتكرّرة من التهاب اللوزات (أكثر من 6 مرّات خلال سنة واحدة، أو أكثر من 4 مرّات خلال سنتين، أو أكثر من 3 مرّات خلال ثلاث سنوات). وكذلك في الحالات الشديدة من التهاب اللوزات التي لا تستجيب للمعالجة بالمضادّات الحيويّة.
الوقاية من التهاب اللوزات Prevention of Tonsillitis:
يعتبر التهاب اللوزات بنمطيه الجرثومي والفيروسيّ من الأمراض المعدية، حيث تنتقل العوامل الممرضة من خلال السعال والعطاس من شخص مصاب إلى آخر سليم. لذا يوصى باتّباع قواعد النظافة الشخصيّة والحرص على الممارسات الصحّيّة عموماً. حيث يوصى بتعليم الأطفال ما يلي:
- غسل اليدين جيّداً بشكل متكرّر، وخاصّة قبل الطعام وبعد الخروج من الحمّام
- عدم مشاركة أواني الطعام والشراب أو أدوات النظافة الشخصيّة مع الآخرين
- التزام المنزل وعدم المخالطة في حال الإصابة
- الحرص على تبديل فرشاة الأسنان بعد الإصابة بالتهاب اللوزات
- استخدام المناديل وغسل اليدين في حال السعال أو العطاس