الحج وكيفية الاستعداد له
Hajj and how to prepare it
فريضة الحجّ (Hajj):
من كافّة بِقاع الأرض يأتي المسلمون قائلين : (لبيّك اللهمَّ لبيّك ، لبيّك لا شريك لك لبيّك ، إن الحمدَ ، والنعمةَ ، لك والملك ، لا شريك لك ) (رواهُ البُخارِيّ في صحيحِه عن عبد الله بن عمر رضيّ اللهُ عنهما) ؛ مُلبِيين بذلك دعوة نبيّ الله إبراهيم عليه السلام التي قد أمرهُ اللهُ بها مُنذ أن بنى البيتِ الحرامِ بإذنِه ؛ وذلك بقولِه تعالى : (وأذِّن في الناسِ بالحجّ يأتوك رِجالًا وعلى كُلِ ضامرٍ يأتين من كُلِ فجٍ عميق) (الآية 27 : سورة الحجّ) ؛ طائعين بذلك لأمر اللهِ تعالى الذي فرّضهُ على عِباده على لِسان نبيِّه صلى الله عليهِ وسلّم ؛ فقد روى عبد الله بن عباس رضيّ اللهُ عنهما ، قائلًا : (خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : إنّ اللهَ كتب عليكم الحجّ ، فقام الأقرع بن حابس رضيّ الله عنه ؛ فقال : أفي كل عام يا رسول الله ؟ ، قال : لو قلتها لوجبت ، الحجُّ مرَّة فما زاد فهو تطوُّع) (رواهُ الخمسة غير التِرمذي وأصله في صحيح مُسلِم من حديث أبي هُريرة رضيَّ اللهُ عنه). ؛ مُنفِذين لأمر الله تعالى بإقامة رُكن من أركان الإسلام وفقًا لما أخرجه الشيخان عن عبد الله بن عمر رضيَّ اللهُ عنهما الذي قال : قال رسول الله صلى الله عليهِ وسلّم : (بُنِيَّ الإسلامُ على خمس : شهادة أنَّ لا إله إلا الله ، وأنَّ مُحمدًا رسول الله ، وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، والحجّ ، وصوم رمضان).
فمن رحمةِ الله تعالى أن قد فرض الحجّ على عِبادِه المؤمنين القادِرين مرةً واحدة في العُمر ؛ فمن زاد عن تلك المرّة فهو حجّ تطوُّع لا فريضة ، والحجّ هو من أفضل وأقرب العِبادات إلى اللهِ تعالى ؛ ففيه قد اجتمع الدين الإسلام بِـ الحنيفية مِلَّة إبراهيم عليهِ السلام ؛ وذلك عن طريق تأدية العديد من المناسِك اقتداءًا بالأنبياء ، مثل : رميّ الجمرات في المكان الذي قد ظهر فيهِ إبليس على مرأى من إبراهيم وإسماعيل وهاجر عليهم السلام وقاموا بِـ رجمِه بالحجارة فيه ، ونحر الأضاحي اقتداءًا بما فعلهُ إبراهيم عليه السلام عندما فدى الله تعالى ابنهُ إسماعيل عليهِ السلام مِنَ الذبح ، وكذلك السعيّ بين الصفا و المروة وذلك إن كان نوع الحجّ من نوع : حج التمتُع أو حجّ القِرانْ ؛ اقتداءًا بفعل السيدة هاجر عليها السلام عندما سَعَتْ بين الصفا والمرة من أجل سُقيا الماء لولدِها إسماعيل عليهِ السلام.
ونحنُ هنا لن نتحدث عن الحجّ من الناحية الفقهية ؛ بل سنتحدث عن الحجّ من حيثُ مكانتهُ وأفضليتهُ في الدين والدُنيا ، وما هي الاستعدادات اللازمة لأداء فريضة الحجّ ، وما هو جزاء الحجّ المبرور ، وما هي علامات قبول الحجّ المبرور ، وكيف تتوحّد كلمة المُسلمين من أجل أداء فريضة للحجّ ؛ ولكيّ نبدأ الإجابة عن الأسئلة السابقة لابُدّ لنا من أن نضع نصب أعيُنِنا سؤالًا هامًا ؛ ألا وهو : ما الحكمة في الإسلام من مشروعية أداء فريضة الحج ؟
الحكمة من مشروعية أداء فريضة الحج (Why Muslims perform Hajj):
من الحِكّم البالغة التي قد شرَّع اللهُ الحجّ للمُسلمين عن طريق امتثالِها في أداء فريضة الحجّ:
- إدراك معنى السفر : فَـ يتسِع فِكر الشخص وإدراكِه في الوصول إلى المُراد والغاية ؛ ويكون ذلك بناءًا على ما يتحملّهُ الشخص من المصاعِبْ والمتاعِبْ والمشاق وجهاد النفس بالمال والبدن سعيًا إلى الوصول إلى مكّة لأداء ركُن الإسلام الخامِس ، ولعلّ السفر إلى الحجّ كان صعبًا قديمًا أيّ قبل ظهور وسائِل السفر الحديثة سواءًا كانت بريّة أو بحريّة أو جويّة ، ومهما كانت وسائِل السفر الحديث قد تطورّت إلا أنها تختلف في صعوبتها أيضًا فَـ مشقة السفر البرِيِّ الكبيرة لا تُضاهي على الإطلاق بِـ مشقة السفر الجوي ؛ وذلك كُلُّه بينما كان أجدادنا قديمًا قد تستغرِق رحلة السفر إلى الحجّ عندهم ما يقرُب من ثلاثة أشهرُ على الأقل وقد كان ذلك بالنسبة للبلدان القريبة من شبه الجزيرة العربية فقط.
- رُكن الإحرام : والذي يُعلِّم الشخص أولًا إحترام الوقت لأن الإحرام له وقتٌ مخصوص ؛ ومِنْ ثمَّ يُعلِم الإحرام الحاجّ الإلتزام بأوامِرْ الله والقُدرة على كبح الشهوات بما يتوافق مع مقاصِدْ الشريعة الإسلامية.
- التلبية : والتي فيها يُعلِن الحُجَّاجّ العبودية التامّة لله تعالى.
- إدراك معنى الأخوَّة في الدين : فالحجاج كالجسد الواحِد حينما يقفون جميعًا في عرفة بملابس الإحرام البيضاء فلا يختلف الحُجَّاج عن بعضِهم بناءًا على اللون أو الجاه أو العِرق.
- التغلُب على وساوس الشيطان : وذلك في رميّ الجمرات امتثالًا لِفعل إبراهيم وإسماعيل وهاجر عليهِم السلام عند رؤيتهم الشيطان في هذا الموضِع ، ويكون رميّ الجمرات بتكبير الله تعالى عن كُلِ شئٍ في الوجود.
- تهذيب النفس ووقايتها من البُخل والشُح : ويكمُن ذلك في المعنى النابِع من وراء أداء رُُكن نحر الأضاحي ؛ والذي بأدائِه يُدرِك الحاجّ حاجة فُقراء المُسلمين ؛ فَـ تتوطد بذلك العلاقات الإجتماعية بين المُسلمين مِنْ خِلال إدراكِهم لِـ حاجة بعضهم البعض.
- إظهار معاني الوحدة والترَّاحُمْ والتعاضُد بين المُسلِمين : وذلك من خِلال اجتماعِهم بعد التحلُل من الإحرام وتخلُّصِهم من الذنوب والخطايا في مِنى في أيامِ التشريق ، ثُمَّ التفافُ المسلمين بعد ذلك للطوافّ حول الكعبة في آنِ واحد.
توَّحُدْ المُسلمين في مناسِك الحج (The union of Muslims in Hajj):
وتكون وحدة المُسلمين في الحجّ من وجوهٍ عِدَّة ؛ لِعلَّ من أبرزِها :
- وحدة المُسلمين في الأصل الإنساني ، وذلك دون النظر إلى الهيئة والحدود الجغرافية واختلاف الألسنة ، قال تعالى : (يا أيها الناسُ إنَّا خلقناكم من ذكرٍ وأنثى وجعلناكم شعوبًا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند اللهِ أتقاكم إن الله عليمٌ خبير) (الآية 13 : سورة الحُجرات).
- وحدة المُسلمين في الحجّ بوجودِهم في نفس الزمان والمكان ، قال تعالى : (الحج أشهرٌ معلومات) (الآية 197 : سورة البقرة) ، وقال تعالى : (جعل اللهُ الكعبة البيت الحرام قيامًا للناس والشهر الحرام والهديّ والقلائِدْ) (الآية 97 : سورة المائِدَة).
- وحدة عقيدة المُسلمين في ذلك الوقت دون حدوث أيّ اختلاف أو تناقُض أو تعدُد ، قال تعالى : (آمن الرسول بما أُنزِلَ إليه والمؤمنون كلٌ آمن بالله وملائكتِه وكُتُبِهْ ورُسلِه) (الآية 285 : سورة البقرة).
- توّحُد المُسلمين في أداء مناسِك الحجّ وشعائرِه في نفس التوقيت دون أيّ اختلاف أو تناقُضّ.
- توَّحُّد الحُجَّاج في النِداء والتلبية في آنٍ واحِدْ ؛ وذلك بقول : (لبيّك اللهُمَّ لبيك لبيّك لا شريك لك لبيّك).
- توَّحُد الحُجَّاج في هيئتِهم وشكلِهم ومظهرِهِمْ ؛ وذلك بارتداء ملابس الإحرام بيضاء اللون لِـ عِدَّة أيام.
● استعدادات أداء فريضة الحج (Preparations for the Hajj):
- التهيئة المالية : فالحجّ لمن استطاع إليهِ سبيلًا ، ولا يجِب على الحاجّ اقتراض أيّ أموال للذِهاب إلى الحج بل يحب أن تكون تكلفة الذهاب إلى الحج من مالهِ الخاصّ من مصادِرْ الرزق الحلال.
- تعلُم مناسك الحج ؛ وذلك كيّ يقوم الشخص بتأدية الفريضة على الوجه الأكمل دون أيّ نُقصان ، مع اختيار الشخص نوع الحجّ الذي يتناسب مع حالته وفق إمكانياتِه وقُدراتِه الماديّة والبدنيّة سواءًا كان : حج التمتع ، أو حجّ القِران ، أو حجّ الإفراد.
- تجنُب إرتكاب المعاصي والآثام ، وإعلان التوبة الصادقة إلى اللهِ تعالى ؛ حتى يكون الحجّ مبرورًا خالصًا إلى وجه اللهِ تعالى.
- التمسُّك بسنة رسول الله صلى الله عليهِ وسلّم قدر المُستطاع في تأدِيَّة مناسِك الحج.
- تجنُب مزاحمة الناس ومُراقبتِهم والتحلي بالهدوء والصبر وعدم الاستعجال أثناء تأدية المناسِك.
فضائل أداء فريضة الحج الدينية (The virtues of performing Hajj):
- تحقيق معنى الإخلاص لله تعالى ؛ ويكون بالتجرُّد من كُل معاني الزينة والترف التي يعنيها لباس الإحرام ؛ فَـ تحقيق هذا الخشوع والخضوع إلى اللهِ تعالى يكون ابتغاءًا لِـ رحمتِه ونيّل مغفرتِه.
- أداء رُكن الإسلام الخامِسْ الذي قد افترضهُ الله على عِبادِه القادِرين ، ودليلُ ذلك ما رواهُ مُسلِمْ في صحيحِه عن عبد الله بن عمر رضيّ اللهُ عنهما ؛ أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : (بُنِيَّ الإسلام على خمس : شهادة أن لا إله إلا الله ، وأنَّ مُحمدًا عبدهُ ورسوله ، وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، وحجّ البيت ، وصوم رمضان).
- إظهار شعائِر الله سُبحانه وتعظيمِه بِأداء مناسِكْ الحجّ ، قال تعالى : (ومن يُعَّظِّم شعائِر الله فإنها من تقوى القلوب) (الآية 32 : سورة الحجّ) ، وذلك مثل : التلبية ، والذِكر ، والطوّاف ، والوقوف بعرفة ، والسعيّ بين الصفا والمرة ، ورميّ الجمرات ، وغير ذلك.
- عِظَم أجر أداءالحج ؛ وذلك خاصةً إن كان الحج مبرورًا قد تمَّ تأدِيتُه على الوجه المشروع ، ودليلُ ذلك ما رواهُ البُخارِيّ في صحيحِه عن أبي هُريرة رضيّ اللهُ عنه ؛ أنّهُ قال : سمعتُ النبيّ صلى اللهُ عليهِ وسلَّم يقول : (من حجَّ لله ، فلم يرفُثْ ، ولم يفسُق ، رَجع كيومِ ولدته أُمَّه).
- مغفرة جميع الذنوب والمعاصي ، و إزالة ما تعلَّقَّت به النفس من آثام ، ودليلُ ذلك ما رواهُ مُسلِمْ في صحيحِه أن النبيّ صلى الله عليه وسلّم قال لـ عمرو بن العاص رضيّ الله عنه : (أمَّا علِمتَ أن الإسلام يهدِم ما كان قبلُه ؟ ، وأنّ الهِجرة تهدِم ما كان قبلها ؟ ، وأن الحجَّ يهدِم ما كان قبلُه ؟).
- الدعوة إلى سبيل الله بالحكمة والموعظة الحسنة ؛ وذلك عن طريق اغتنام تجمُّع المُسلمين في الحجّ ؛ لتكون الدعوة ذات تأثيرٍ أكبر على عموم المسلمين.
- تربية النفس الإنسانية وتهذيبِها بالتزام أوامِر الله تعالى والتوبة إليهِ من جميع الذنوب والمعاصِي.
- شُكر الله تعالى على ما منَّ بِه من نِعمّه التي لا تُحصى ، فالشخص الحاجّ يبذُل كُلًا مِن : الجهاد بالنفس أيّ بالصحة ، والجهاد بالمال في سبيل تحقيق القرب من الله تعالى عن طريق أداء فريضة الحجّ ؛ لذلك فإن شُكر اللهِ تعالى فرض واجب على كُلِ مُسلِمْ.
فوائِدْ أداء فريضة الحج الدنيوية (Materialistic benefits of performing Hajj):
- الحج من أفضل الطاعاتِ قُربةً إلى اللهِ تعالى ، ودليلُ ذلك ما رواهُ البُخاري في صحيحِه عن أبي هُريرة رضيّ الله عنه ؛ إذْ قال : (أنّ رسول الله صلى اللهُ عليهِ وسلّم – سُئِلْ : أيُّ العملِ أفضل ؟ ، فقال : إيمانٌ بالله ورسولِه ، قِيل : ثمَّ ماذا ؟ ، قال : الجهاد في سبيل الله ، قِيلْ : ثُمَّ ماذا ؟ ، قال : حجٌ مبرور).
- العتق من النار : وبالأخصّ في يومِ عرفة ، ودليلُ ذلك ما رواهُ مُسلِمْ في صحيحِه عن أم المؤمنين عائشة رضيّ اللهُ عنها ؛ أنّ رسول الله صلى الله عليهِ وسلّم قال : (ما مِنْ يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدًا من النار ، مِنْ يوم عرفة ، وإنّهُ ليدنو ، ثُمَّ يُباهِي بِهم الملائكة ، فيقول : ما أرادَ هؤلاء).
- نيّل أجر الجهاد في سبيل الله ؛ فَـ أجر الحج يُعادِلْ أجر الجهاد في سبيل الله ؛ وخاصةً بالنسبة للأشخاص الذين لم يُفرَّض عليهم الجهاد سواءًا كانوا من النساء أو من الأشخاص الذين فد انعدمت مقدِرَّتِهم على القيام بفريضة الجهاد ، ودليلُ ذلك ما رواهُ البُخارِي في صحيحِه عن أم المؤمنين عائشة رضيّ اللهُ عنها ؛ أنها قد سألت النبيّ صلى اللهُ عليهِ وسلّم ؛ فقالت : (يا رسول الله : نرى الجهاد أفضل العمل ؛ أفلا نُجاهِدْ ؟ ، قال : لا ؛ لكن أفضل الجِهادِ حجٌ مبرور).
- الحجّ المبرور من أسباب سِعّة الرزق ، وذلك خاصةً إن تابع الشخص الحجّ بالعُمرة ، أوتابع العمرة بالحجّ كذلك ، ودليلُ ذلك ما رواهُ الإمام أحمد في مُسندِه عن عبد الله بن مسعود رضيّ اللهُ عنه ؛ أنَّ النبيّ صلى الله عليهِ وسلّمَ ، قال : (تابِعوا بين الحجّ والعمرة فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكيرُ خبثَ الحديد والذهب والفضَّة ، وليس للحجَّة المبرورة ثواب دون الجنَّة).
جزاء أداء فريضة الحج (The Reward of performing the Hajj):
- الحج من أفضل الطاعاتِ قُربةً إلى اللهِ تعالى ، ودليلُ ذلك ما رواهُ البُخاري في صحيحِه عن أبي هُريرة رضيّ الله عنه ؛ إذْ قال : (أنّ رسول الله صلى اللهُ عليهِ وسلّم – سُئِلْ : أيُّ العملِ أفضل ؟ ، فقال : إيمانٌ بالله ورسولِه ، قِيل : ثمَّ ماذا ؟ ، قال : الجهاد في سبيل الله ، قِيلْ : ثُمَّ ماذا ؟ ، قال : حجٌ مبرور).
- العتق من النار : وبالأخصّ في يومِ عرفة ، ودليلُ ذلك ما رواهُ مُسلِمْ في صحيحِه عن أم المؤمنين عائشة رضيّ اللهُ عنها ؛ أنّ رسول الله صلى الله عليهِ وسلّم قال : (ما مِنْ يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدًا من النار ، مِنْ يوم عرفة ، وإنّهُ ليدنو ، ثُمَّ يُباهِي بِهم الملائكة ، فيقول : ما أرادَ هؤلاء).
- نيّل أجر الجهاد في سبيل الله ؛ فَـ أجر الحج يُعادِلْ أجر الجهاد في سبيل الله ؛ وخاصةً بالنسبة للأشخاص الذين لم يُفرَّض عليهم الجهاد سواءًا كانوا من النساء أو من الأشخاص الذين فد انعدمت مقدِرَّتِهم على القيام بفريضة الجهاد ، ودليلُ ذلك ما رواهُ البُخارِي في صحيحِه عن أم المؤمنين عائشة رضيّ اللهُ عنها ؛ أنها قد سألت النبيّ صلى اللهُ عليهِ وسلّم ؛ فقالت : (يا رسول الله : نرى الجهاد أفضل العمل ؛ أفلا نُجاهِدْ ؟ ، قال : لا ؛ لكن أفضل الجِهادِ حجٌ مبرور).
- الحجّ المبرور من أسباب سِعّة الرزق ، وذلك خاصةً إن تابع الشخص الحجّ بالعُمرة ، أوتابع العمرة بالحجّ كذلك ، ودليلُ ذلك ما رواهُ الإمام أحمد في مُسندِه عن عبد الله بن مسعود رضيّ اللهُ عنه ؛ أنَّ النبيّ صلى الله عليهِ وسلّمَ ، قال : (تابِعوا بين الحجّ والعمرة فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكيرُ خبثَ الحديد والذهب والفضَّة ، وليس للحجَّة المبرورة ثواب دون الجنَّة).
علامات قبول فريضة الحج (How do you know if your Hajj was accepted):
- إتباع هديّ النبيّ صلى اللهُ عليهِ وسلَّم في أداء مناسِكْ الحجّ.oo
- إستيفاء أحكام الحجّ على أكمل وجه ؛ بالإضافة إلى استشعار الحِكمة من تنفيذِها.
- الإلتزام بالطاعات بعد انقضاء الحجّ ؛ فقد ربط أهل العلم علامة قبول الحجّ بتحسُن حال الحاجّ بعد رُجوعِهْ مِنه ؛ وذلك بالحرص على إتيان الطاعات والإبتعاد عن المُنكرات ، والتزهُد في الدنيا مُقابِلْ الترَّغُبْ في الآخرة.
- الاستزادة من أعمال البِرّ والإحسان بشكل عام ، وذلك كـ إتباع السُنن وهديّ النبيّ صلى الله عليهِ وسلم من صلاة وصيام وصدقات بعد القيام بالفرائض المكتوبة على أكملِ وجه ، فإذا كان الحاجّ قد استزدا من تلك الأعمال الصالحة بعد انقضاءِ حجِه كان ذلك مُبشرًا لِقُبول حِجَّتِه.