المكمّلات الغذائية
بالرغم من تطور القدرات البشرية في ميدان الزراعة والهندسة الحيوية، والتي أمكن من خلالها استحصال مختلف أنواع النباتات والثمار وتهجين الحيوانات للتوصل إلى الصفات الأمثل والأكثر ملاءمة لتلبية حاجات الإنسان. إلا أن حبوب المكملات الغذائية من فيتامينات ومعادن وعناصر زهيدة ما زالت آخذة في الشيوع والرواج. فهل بالفعل ما زلنا بحاجة إليها مع كل هذا التنوع من حولنا؟!
على سبيل الإشادة:
لا شك بأن للمكملات الغذائية دوراً مهمّاً في زيادة المدخول الغذائي من مركبات معينة، وملء مخازن الجسم في حال وجود أسباب صحية تحول دون الحصول على القدر الكافي من العناصر عن طريق المدخول الغذائي بمفرده. فعلى سبيل المثال:
- توصى الحوامل بتناول حمض الفوليك بجرعة 400 مكغ/يوم لوقاية الجنين من تشوهات الأنبوب العصبي.
- توصى النساء في سن اليأس بتناول الكالسيوم وفيتامين D، للوقاية من كسور الهشاشة الناجمة عن تراجع مستويات الإستروجين.
- يوصى مرضى تنكس اللطخة الشيخي بتناول فيتامين C، فيتامين E، البيتا كاروتين، الزنك، والنحاس للوقاية من حدوث العمى بشكل مبكر.
- يوصى بإعطاء الرضع المعتمدين على حليب الثدي بشكل كلي أو جزئي فيتامين D بجرعة 400 وحدة دولية/يوم.
- يوصى الأشخاص بعمر أكبر من 50 عاماً بتناول فيتامين B12 باعتبار تراجع قدرة أجسامهم على امتصاصه بشكل جيد من الطعام المتناول.
إلا أن ..
الإفراط في تناول المكملات يتسبب بالوصول إلى مستويات سمية، وقد يحمل ذلك أشكالاً مختلفة من الضرر على الجسم. حيث أن:
- زيادة مدخول فيتامين A عن الحاجة الضرورية لجسم الحامل يتسبب في حدوث تشوهات جنينية مختلفة.
- زيادة مدخول كل من فيتامين A والبيتا كاروتين لدى المدخنين يزيد من خطر الإصابة بسرطان الرئة.
- زيادة مدخول الحديد لدى الكهول -باستثناء حالات فقر الدم بعوز الحديد- تتسبب في تراكمه ضمن أنسجة الجسم، بما فيها الكبد والقلب، متسببة بقصورها وتراجع أدائها الوظيفي.
- التسمم بالحديد من المشكلات الشائعة لدى الأطفال، وقد يؤدي تدهور الحالة إلى السبات وحتى الموت.
كما يمكن أن تتداخل بعض أنواع الفيتامينات مع عمل الأدوية، وتتسبب في زيادة أو نقص فعاليتها. لذا ينصح بطلب استشارة الأخصائي في حال تناول أية أدوية أخرى بشكل مرافق. فعلى سبيل المثال يعتبر الوارفرين Warfarin أحد المميعات الدموية الذي يقي من تشكل الخثرات وحدوث الاحتشاءات، وفي حال تناول الأدوية الحاوية على فيتامين K بشكل مرافق فإنه يتداخل مع عمل الوارفرين وينقص من فعاليته مؤدياً لحدوث تأثير معاكس.
من قد يحتاجها إذاً؟
يوصى الأشخاص أصحاب الظروف الصحية الخاصة التالية باستشارة أخصائي التغذية أو طبيب الأسرة لتقييم حاجتهم إلى المكملات الغذائية:
- النساء الحوامل
- النساء المرضعات
- متناولي المشروبات الكحولية ومتعاطي المخدرات
- المدخنين
- متبعي الحميات الغذائية الصارمة
- المسنين
- النباتيين
- النساء اللاتي ينزفن بشدة أثناء الطمث
- أصحاب الحساسية لأنواع معينة من الأطعمة
- المصابين بأسواء الامتصاص
يمكن القول..
بأن المكملات الغذائية لا يمكن أن تشكل بديلاً للغذاء المتوازن. حيث يحتاج الجسم للألياف، السكريات، البروتينات، والكثير من المركبات الأخرى التي لا يمكن أن تؤمنها المكملات بمفردها مهما بلغ تنوع محتواها. إلا أنه من غير العادل إنكار أهميتها في تعزيز الصحة والوقاية من إمراضيات عدة. لذا ينصح بالتعامل معها بشكل أكثر حكمة، وعدم استخدامها بشكل عشوائي دون استشارة أو مراعاة للحاجات اليومية الأساسية.