الولادة القيصريّة
على الرغم من شيوع الاعتقاد الذي يقتضي بنسبة تسمية الولادة القيصريّة إلى كون الإمبراطور الرومانيّ “يوليوس قيصر” أوّل من قد ولِد بها، إلا أنّ الباحثين في التاريخ قد شكّكوا بصحة هذا المعتقد وبيّنوا أنّ هذا النمط الجراحيّ لاستخراج الجنين يعود إلى أزمنةٍ أكثر قدماً.
وبعيداً عن الكيفيّة التي بدأ بها اتّباع هذا الأسلوب التوليديّ، فلا أحد ينكر مدى رواجه الآخذ بالازدياد عبر السنين.
ما هي الولادة القيصريّة What is a C-section؟
تعتبر الولادة القيصريّة Caesarean Delivery تداخلاً جراحيّاً يتمّ به توليد الجنين. حيث يصل الطبيب الجرّاح إلى رحم المرأة الحامل من خلال فتح جدار البطن. وعادةً ما يتمّ اللجوء إليها في حال وجود أية خطورة على الأمّ أو الجنين.
يتمّ تخدير الحامل قبل إجراء العمليّة، بالتخدير الشوكيّ أو فوق الجافية غالباً. ثمّ يجرى شقّ جراحيّ في جدار البطن بطول 10-20 سم، ويكون هذا الشقّ إمّا عمودياً أو أفقيّاً (وهو النمط الذي يجرى في 95% من الحالات).
متى تجرى العمليّة القيصريّة Why Might a Caesarean Section Be Carried out؟
غالباً ما يتمّ التخطيط لإجراء العمليّة القيصريّة بعد الأسبوع 39 من الحمل لإعطاء الجنين أكبر فرصة للنضج. وكذلك قد تجرى في حال عسرة الولادة الطبيعيّة بالطريق المهبليّ الطبيعيّ. ومن أهمّ الحالات التي تستدعي إجراء القيصريّة ما يلي:
- الوضعيّة غير الطبيعيّة للجنين بالنسبة للقناة الولاديّة Abnormal Position: كما في التوضّع المقعديّ Breech Presentation حيث يتقدّم الجنين نحو الحوض بقدميه أو مقعده، وكذلك في التوضّع المعترض Transverse Presentation ضمن الرحم.
- حالات الحمل المتعدّد Multiple Pregnancy: وذلك في بعض حالات التوائم الثنائيّة حين يكون أحد الجنينين بوضعيّة لا يمكن توليدها بالطريق الطبيعيّ، أو في حالات التوائم الثلاثيّة وما فوق ذلك.
- مشاكل المشيمة Placental Problems: كما في انزياح المشيمة وتوضّعها بالقرب من عنق الرحم.
- انسدال الحبل السرّيّ Prolapsing of The Umbilical Cord: حيث قد يؤدّي تدلّي الحبل السرّي وخروجه قبل الجنين إلى نقص في وصول الأوكسجين إليه وحدوث الاختناق.
- الولادات القيصريّة السابقة Previous C-sections: يقدّر الطبيب بحسب نمط شقّ الولادة القيصريّة السابقة الحاجة إلى إجراء قيصرية جديدة في الحمل الحالي أو إمكانيّة الولادة المهبليّة الطبيعيّة. حيث يُخشى من تمزّق الجرح السابق أثناء المخاض.
- حالات الإعاقة الميكانيكيّة لمرور الجنين Mechanical Obstruction: كما في الإصابة بورم ليفيّ رحمي كبير يعيق مرور الجنين، وجود كسور في عظام حوض الام، أو حالات كبر رأس الجنين (استسقاء الرأس Hydrocephalus).
- أمراض الأمّ Maternal Health Problems: كما في الأمراض القلبيّة، ارتفاع ضغط الدم، الأمراض العصبيّة، أو حالات الإصابة النشطة بفيروس الحلأ التناسلي Genital Herpes حيث يخشى من انتقال العدوى للجنين أثناء مروره في القناة الولاديّة.
- الشدّة الجنينيّة Fetal Distress: حيث قد يؤثّر تطاول المخاض وعسرته على الجنين ويتسبّب بتغيّرات في معدّل نبضات قلبه، ممّا يشير إلى وجود تهديد لحياته ويستدعي التداخل السريع لاستخراجه.
المخاطر التي تحملها الولادة القيصريّة Risks of Caesarean Delivery:
إنّ تطوّر ظروف الرعاية الصحّيّة واكتشاف المضادّات الحيويّة جعل الولادة القيصريّة آمنة إلى حدّ كبير. ومع ذلك فإنّها قد تحمل بعض الخطورة كما هو الحال في أيّ تداخل جراحيّ آخر. ومن المضاعفات المحتملة بعد الولادة القيصريّة:
- حدوث الإنتان أو الخمج بالجراثيم ضمن الرحم أو إنتان الجرح بعد إغلاقه
- تشكّل الخثرات الدمويّة التي تنطلق في الدم وتسبّب إعاقة الجريان (ولعلّ أخطر أشكالها الصمّة الرئويّة Pulmonary Embolism)
- النزف الغزير خلال الولادة أو بعدها
- أذيّة الأعضاء المجاورة للرحم خلال العمل الجراحيّ (الأمعاء، المثانة، والحالبين)
- قد يصاب الطفل بجروح جلديّة أو بمشاكل تنفّسيّة
- الصداع والإقياءات في الفترة الأولى بعد الولادة تحت تأثير الأدوية المستخدمة في التخدير