سرطان الرئة
Lung cancer
يُعتبر سرطان الرئة من أشهر أنواع السرطانات التي يُصاب بِها الرِجال والنِساء على حدٍ سواء ، ولكن تكثُر الإصابة به بين الرِّجال بنسبة أكبر ؛ حيثُ أنَّ التدخين بشتى أنواعه هو السبب الرئيسي المشهور للإصابة بسرطان الرئة ؛ وهو عادة لِـ كثيرٍ من الرجال بنسبة أكبر من النِساء ، وعادةً ما يحصُد سرطان الرئة عددًا من الضحايا بشكل أكبر بكثير مما يحصُدُه كُلًا مِن : {سرطان العُقد اللمفاوية ، وسرطان القولون ، وسرطان الثديّ ، وسرطان البروستاتا} معًا.
ويُعتبر التدخين هو السبب الرئيسي المسؤول عن ما يُقارِب من 90% من حالات الإصابة بسرطان الرئة.
- أنواع سرطان الرئة (Lung cancer types):
ينقسِمْ سرطان الرئة إلى نوعين رئيسييّن ؛ وهُما :
- سرطان الرئة ذو الخلايا غير الصغيرة (Non-small cell Lung cancer):
هو اسم شامِلْ للعديد من أنواع سرطانات الرئة التي تتصرف بشكل مُتطابِق في الجسم ، ومن الأنواع التي تندرج تحت سرطان الرئة ذو الخلايا غير الصغيرة نذكُرْ : السرطانة الفوسفية ، والسرطانة الغُدِّيّة ، والسرطانة كبيرة الخلايا.
- سرطان الرئة ذو الخلايا الصغيرة (Small cell Lung cancer):
يُسمى بِـ “الورم الخبيث” ، وهو أقلّ شيوعًا من سرطان الرئة ذو الخلايا غير الصغيرة ، ويتشَّكَّل هذا السرطان على هيئة سُنبلة الشوفان ، ويختص هذا السرطان في إصابة أغلب حالات المُدخنِين بشراهة عن غيرهِم.
أعراض سرطان الرئة (Lung cancer symptoms):
عادةً لا تظهر أعراض الإصابة بسرطان الرئة في مَراحِلِه الأولى ، فَـ غالبًا ما تظهر الأعراض عند وصول المرض إلى مرحلة مُتقدِمة بالفعل ؛ ومِنْ أبرز أعراض سرطان الرئة :
- الإصابة بالسُعال بشكل مُستمِرْ.
- الإصابة بِـ سُعال مصحوب ببلغم دموي حتى ولو كان ذلك بنسب قليلة ؛ وتُسمى تلك الحالة بِـ “نفث الدم” (Hemoptysis).
- الشعور بأوجاع في الصدر مع ضيق في التنفُس ؛ وكذلك الإصابة بِـ بحَّة في الصوت.
- الشعور بأوجاع في منطقة الكتف وما حولها بسبب ضغط الورم على الأعصاب ؛ وتعنى تلك الحالة الإصابة بِـ “مُتلازمة بانكوست” (Pancost syndrome).
- الشعور بالامتلاء في الرأس ، ويُصاحِبُهُ ضيق في التنفُسْ ، مع بروز الأوردة في الصدر ، وظهور وذمة في الوجه ؛ وتعني تلك الحالة الإصابة بِـ “مُتلازمة الوريد الأجوف العلوي” (Superior Vena Cava Syndrome).
● أسباب الإصابة بسرطان الرئة (Lung cancer causes):
- يُعَّد التدخين السبب الرئيسي للإصابة بسرطان الرئة عند الأشخاص المُدخِنين ، وكذلك الوضع بالنسبة للأشخاص الذين يتعرضون للتدخين السلبي ؛ ولكن من المُمكِنْ أن يُصيب سرطان الرئة أشخاصًا لم يتعرضوا إلى دُخَّان السجائِرْ على الإطلاقْ ؛ وبالتالي لم يكُن هُناك سبب واضِحْ حتى الآن لإصابة هؤلاء الأشخاص المُمتنِعين عن التدخين.
وعادةً ما تكون نقطة انطلاق سرطان الرئة تبدأ مِنْ الخلايا التي تتشكَّل منها البطانة الداخلية للرئتين ؛ والتي تُسمى بِـ “الجنبة” (Pleura).’
إلا أن الأطباء قد حددوا بعض عوامِلْ الخطر التي مِنْ شأنِها أن تزيد من فُرص الإصابة بسرطان الرئة ؛ فما هي تِلكَ العوامِلْ ؟
عوامِلْ الخطر التي تزيد من فُرَص الإصابة بسرطان الرِّئة (Risk factors that increase the chances of developing Lung cancer):
- الإصابة بالتليُّف الرئوي (Pulmonary Fibrosis).
- الإصابة بمرض الإيدز (HIV infection).
- التعرُّض للتدخين السلبي.
- العلاج بواسطة الأشعة (Radiation therapy).
- وجود بعض الأمراض الرئوية ، أو الالتهابات البسيطة التي قد تزيد من خُطورة الإصابة بسرطان الرئة حسب بعض الدراسات الطِبيّة.
- العوامِلْ الجينية الوراثية ؛ ويكون ذلك بالنسبة للأشخاص الذين لديهِمْ أحد الأشخاص من الدرجة الأولى في القرابة مُصابين بسرطان الرئة ؛ فيكون ذوِي هؤلاء الأشخاص أكثر عُرضة للإصابة بسرطان الرئة عن غيرِهم.
- التسمُمْ البيئي (Environmental toxins) ؛ ويكون ذلك ، مثل : التعرُّض لغاز الرادون ؛ بالإضافة إلى المعادن السامَّة الأخرى.
- استنشاق الدخان الصادِرْ من حريف أفران المطبخ ؛ وكذلك الدُخان الصادِرْ من اشتعال الخشب والفحم في وسائِلْ التدفئة المُختلفة.
التدخين وسرطان الرئة (Smoking and Lung cancer):
تحتوي الرئتين على العديد من الأوعية الدموية والأوعية اللمفاوية التي تُتيح للخلايا السرطانية العبور والإنتقال إلى الأعضاء الأخرى في الجسم ؛ ولهذا فقد ينتشِرْ سرطان الرئة ويتفشَّى في أعضاء أخرى من الجسم قبل أن تظهر أعراض الإصابة بسرطان الرئة ؛ لذلك فقد ينتشِر سرطان الرئة قبل أنُ يُلاحظ وجودُهُ في الرئتيّن نفسُهُما.
أمَّا عن علاقة التدخين بسرطان الرئة ؛ فنُذكُر أنَّهُ :
عندما يستنشق الشخص دُخَّان السجائِرْ الذي يحتوي على العديد من المواد المُسبِبَّة للسرطان (Carcogein) تحصُل بعض التغيُّرات في أنسجة الرئتين بشكل فورِي تقريبًا ؛ وفي البداية يكون الجسم قادِرًا على مُعالجة تلك الأضرار التي نشئت في الأنسجة ، ولكن ما إن يتكرر تعرُّض الشخص لِتلك المواد المُسرطنة تتضرر الخلايا السليمة التي تُشَّكِّل بطانة الرئتين بصورة مُتواصلة.
وبعد مرور فترة زمنية ؛ تدفع المواد المُسرطنة الخلايا إلى التصرُّفْ بشكل غير طبيعي ؛ وذلك حتى يتكوَّن ورم سرطاني في نهاية المطاف.
مُضاعفات الإصابة بسرطان الرئة (Complications of Lung cancer):
قد يؤدي تفاقُم سرطان الرئة في جسد المريض ذو الحالة المُتأخرة إلى :
- تفشي السرطان في أعضاء أخرى من الجسم عن طريق النقائِلْ.
- تجمُّع سوائِلْ في الصدر.
- الموت.
- تشخيص الإصابة بسرطان الرئة (Lung cancer diagnosis):
يتم تشخيص سرطان الرئة باعتبار أحد الطُرُق التالية :
- فحص أنسجة الرئة ؛ وذلك عن طريق أخذ خزعة منها ودراستها.
- فحص اللُعاب ؛ ويتِم ذلك بهدف التعرُّف على شكل الخلايا وفحصها إن كانت خلايا سليمة أم لا.
- أحيانًا قد يتم الكشف المُبكِر عن سرطان الرئة (خاصةً في حالة الأشخاص الذين لديهِمْ شره التدخين) ، وكذلك الكشف عن الأورام غير الخبيثة عن طريق القيام ببعض فحوصات التصوير ؛ والتي سنذكُرْ منها على سبيل المِثال :
- التصوير بالأشعة السينية.
- التصوير المقطعي المحوسب.
- التصوير بالرنين المغناطيسي.
- تحديد درجات الإصابة بسرطان الرئة (Lung cancer stages):
يتم تحديد درجة الإصابة بالسرطان بناءًا على عدد من الفحوصات التي من شأنِها أنْ تُمَّكِّن الطبيب من البحث عن علامات انتشار السرطان خارج الرئتيّن ؛ ومِنْ تِلك الفحوصات نذكُرْ :
- التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI – Magnetic Resonance Imaging).
- التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني (PET – Positron emission tomography).
- مسح العِظام (Bone scan).
- درجات الإصابة بسرطان الرئة ذي الخلايا غير الصغيرة (Non – Small cell Lung cancer stages – NCLC):
تندرج درجات الإصابة بسرطان الرئة ذي الخلايا غير الصغيرة تحت أربع مراحِلْ رئيسية بفروعٍ مختلفة ، وهي كالتالي :
- المرحلة الأولى :
وهي المرحلة التي يكون السرطان فيها في الرئة فقط ، وتنقسِمْ تلك المرحلة إلى درجتين من الإصابة ، وهُما :
- درجة (IA): وهي الدرجة التي يكون السرطان فيها قد تغلغل إلى داخِلْ أنسجة الرئتيّن حتى بلغ قطرًا أقصى طول له هو 3 سنتيمتر ، ولكن السرطان هُنا لم ينتشِرْ بعد في العُقَّد اللِمفاوِيَّة.
- درجة (IB): وهي الدرجة التي يكون السرطان فيها قد تغلغل إلى داخِلْ أنسجة الرئتيّن وأصبح قُطر الورم يتراوح بين 3 : 5 سنتيمتر ، ولكن السرطان هُنا لم ينتشِرْ بعد في العُقد اللِمفاويّة.
- المرحلة الثانية :
وهي المرحلة التي يكون السرطان فيها في الرئة ؛ بالإضافة إلى العُقَّد اللمفاوية المُجاوِرَّة للرئة ، وتنقسِمْ تِلك المرحلة إلى درجتين من الإصابة ، وُهما :
- درجة (IIA): وهي الدرجة التي يكون قد وصل قطر الورم السرطاني فيها إلى نسبة تتراوح بين 5 : 7 سنتيمتر ؛ ويكون الورم السرطاني هُنا قد اخترق العُقد اللمفاوية القريبة من مكان الإصابة ؛ لكنَّهُ لم يَصِلْ إلى الجِدار الصدري بعد.
- درجة (IIB): وهي الدرجة التي يبلُغْ طول قُطر الورم السرطانِي فيها أكثر من 7 سنتيمتر ؛ ويكون الورم السرطاني هُنا قد اخترق العُقد اللمفاوية القريبة من مكان الإصابة ، لكنَّهُ لم يَصِلْ إلى الجِدار الصدري بعد.
- المرحلة الثالثة :
يعتمد تصنيف المرحلة الثالثة من سرطان الرئة على الجهة المُصابة من الجسم ؛ وهي المرحلة التي يكون السرطان فيها في الرئة ؛ بالإضافة إلى العُقَّد اللِمفاوية الموجودة في مُنتصِف الصدر ؛ وتنقسِمْ تلك المرحلة إلى درجتين من الإصابة ، وهُما :
- درجة (III A): وهي الدرجة التي يكون السرطان فيها قد انتشر إلى خارج الرئتيّن ؛ بالإضافة إلى العُقَّد اللِّمفاوية الموجودة في وسط الصدر.
- درجة (III B): وهي الدرجة التي يكون السرطان فيها قد انتشر إلى الأعضاء الموجودة في تجويف الصدر ؛ أيّ أن السرطان قد يكون وصل بشكل موضعي إلى : {القلب ، الأوعية الدموية ، القصبة الهوائية ، المريء} ؛ ويكون السرطان قد وصل كذلك إلى غشاء الجنبة في منطقة الصدر ؛ بالإضافة إلى أنَّهُ يكون قد دخل أيضًا إلى العُقد اللمفاوية الموجودة في منطقة عظمة الترقوة أو في الأنسجة التي تُحيط بالرئتيّن بشكل عام.
- المرحلة الرابعة :
وهي المرحلة التي يكون السرطان فيها قد وصل الحدّ الأقصى في تغطيتِه لِـ كِلا الرِئتيّن والمنطقة المُحيطة بها ؛ بالإضافة إلى بعض أجزاء الجسم الأخرى ، ويُطلَّق على تلك المرحلة الرابعة من الإصابة اسم :
- درجة (IV): وهي الدرجة التي يكون السرطان فيها قد وصل إلى أعضاء أخرى من الجسم وتكون بعيدة نِسبيّاً عن الرئتيّن ، مثل : العِظام ، الكبِدْ ، الدِماغ.
درجات الإصابة بسرطان الرئة ذو الخلايا الصغيرة (Small cell Lung cancer stages – SCLC):
تنقسِمْ درجات الإصابة بسرطان الرئة ذي الخلايا الصغيرة إلى مرحلتيَّن رئيسيتين ، وهُما :
- المرحلة الأولى المحدودة :
وهي المرحلة التي يكون السرطان قد وصل إلى رئة واحدة فقط ؛ بالإضافة إلى أن السرطان يكون قد اخترق العُقَّد اللِمفاوية القريبة من الرئة المُصابة.
- المرحلة الثانية المُتوسِعة :
في تلك المرحلة يكون السرطان قد تخطى الرئة الواحدة ؛ فمن المُمكن أن يكون السرطان هنا قد تغلغل في كِلتا الرئتيّن ، ويكون قد وصل إلى العُقد اللمفاوية البعيدة كذلك ؛ بل إنه قد ينتشِرْ في أعضاءٍ أخرى من الجسم.
- عِلاج الإصابة بسرطان الرئة (Lung cancer treatment):
يُقرِرْ اختصاصِي الأورام بالتشاوُر مع المريض عن طرُق ونُظم عِلاج سرطان الرئة ؛ وذلك اعتمادًا على : الوضع الصحيّ للمريض إن كان يُعاني من أيّ أمراض أخرى ؛ بالإضافة إلى درجة إصابتُه.
يتِم عِلاج سرطان الرئة اعتمادًا على نوع السرطان ؛ بالإضافة إلى المرحلة التي يكون السرطان فيها في جسم المريض ؛ وبشكل عام يكون العِلاج طبقًا لنوعية السرطان كالآتي :
- عِلاج سرطان الرِئة ذي الخلايا الصغيرة (Small cell lung cancer (SCLC) Treatment):
يعتمد عِلاج هذا النوع على العلاج الإشعاعي أو العِلاج الكيميائي.
- عِلاج سرطان الرئة غير صغير الخلايا (Non – small cell lung cancer (NSCLC) Treatment):
يعتمِد علاج هذا النوع على : العِلاج الإشعاعي المُوَّجَّه ، أو العِلاج الكيميائي ، أو العِلاجْ الجِراحي ، أو عن طريق الجمع بين مجموعة من تلك العِلاجات السابِقة معًا.
العِلاج الجِراحي لِـ سرطان الرئة (Surgical treatment of Lung cancer):
هي أحد طُرُق مُعالجة سرطان الرئة غير صغير الخلايا ؛ فمن خِلال القيام بالجراحة يقوم الطبيب بإزالة النسيج الذي يتواجد فيه الورم السرطاني ؛ بالإضافة إلى إزالة هوامِشْ الأنسجة السليمة التي تُحيط بتلك المنطقة المُصابة ؛ أمَّا عن العمليات الجراحية التي تتم لإزالة سرطان الرئة فهي لا تخرُج بين أحد الخِيارات التالية :
- بتر على شكل إسفين من أجل إخراج الجزء الذي يحتوي على الأنسجة السرطانية (Limited Sublobar Resection) ؛ وذلك مع هوامِشْ من الأنسجة السليمة التي تُحيط بها.
- بتر فصَّ رئوي (Lobectomy) لإزالة فصَّ كامِلْ من الرئة.
- استئصال الرئة بالكامِلْ (Pneumonectomy).
- التنظير الداخلي الصدري بواسطة الفيديو (VATS) ؛ وهي عملية بسيطة عادةً ما يتم استخدامِها لِعلاج مرضى سرطان الرئة غير صغير الخلايا إن كان المرض في مراحِلِهِ المُبكِّرة جِدًا ؛ فيقوم الجرَّاح بإزالة أنسجة الغُدد اللمفاوية الموجودة في منطقة الصدر ؛ وذلك لفحص إن كانت تحتوي علر خلايا سرطانية أم لا ؛ فإن تمَّ العُثور على الأنسجة السرطانية فإذن ذلك يُعَّد كَـ دلالة على تفشي السرطان وانتشارِه ؛ حتى ولو لم تظهر أيَّ علامات على وجود السرطان خارج منطقة الصدر.
العِلاجْ الدوائي لِـ سرطان الرئة (Lung cancer drug therapy):
يكون العِلاج الدوائي لِـ سرطان الرئة بين أحد الخِيارات التالية :
- جيفيتينيب (Gefitinib).
- أفاتينيب (Afatinib).
- ارلوتينيب (Arlotinib).
سُبُلْ الوقاية من الإصابة بسرطان الرئة (Ways to prevent lung cancer):
لا توجد سُبل وقاية أكيدة من الإصابة بسرطان الرئة ، ولكن توجد عِدة تدابير حياتية من شأنِها أن تُقَلِلْ من فُرَص إصابة الشخص بسرطان الرئة ؛ ومِنْ تِلكَ التدابير نذكُرْ :
- تجنُب التدخين ، أو الإقلاع عنه بشكل نِهائي.
- تجنُب التعرُّض للتدخين السلبي.
- تجنُب التعرُض للمواد المُسرطنة والغازات السامة مثل : “غاز الرادون” في مُحيط كُلًا من : المنزِلْ ، وبيئة العمل.
- تجنُب شُرب الكحول ؛ بالإضافة إلى الحِفاظ على نِظام غِذائي صِحي غني بالخضروات والفواكِه.