الحمل والولادةصحة و جمال

مصدر الذعر الأكبر لدى الإناث

تشغل المشاكل الجماليّة مساحةً لا يستهان بها من اهتمام النساء وسعيهنّ لدوام التألّق كاستجابة طبيعيّة لما قد فطرن عليه. وتشكّل الاضطرابات المتعلّقة بالشعر النسبة الأعظم من بين هذه المشاكل. والحقّ أنّ أخصائيي الأمراض الجلديّة دوماّ ما يطلقون على تساقط الشعر لقب الخبز اليوميّ. إذ لا يكاد يمرّ يوم دون أن يقابلوا فيه مريضة متوجّسة حول هذا الموضوع.

الدورة الطبيعيّة لحياة الشعرة Normal Hair Cycle:

مصدر-الذعر-3
مصدر-الذعر-3

تحتوي فروة الرأس وسطيّاً على 100.000 شعرة. كلّ منها في طور مختلف من مراحل حياتها. وهو ما يحول دون الإصابة بالصلع أو تساقط الشعر دفعة واحدة. فتكون البداية بطور النموّ Anagen، ومن ثمّ طور التراجع Catagen، وأخيراَ الطور الانتهائيّ Telogen.

بالتعريف:

يطلق مصطلح تساقط الشعر أو الحاصّة Alopecia على زيادة المعدّل الطبيعيّ للأشعار المتساقطة(Hair loss)، والذي يتراوح بين 50 – 100 شعرة يوميّاً.

أنماط تساقط الشعر Hair Loss Types:

مصدر-الذعر-2
مصدر-الذعر-2

الحاصّة الأندروجينيّة أو تساقط الشعر من النمط الأنثوي Female Pattern Hair Loss: تعتبر المسبّب الأشيع لتساقط الشعر، وتعزى إلى عوامل وراثيّة. قد تبدأ في أيّ سنّ بعد البلوغ، وتتسبّب في خفّة معممّة لشعر الفروة. دون حدوث تراجع لخطّ مقدّم الشعر في الجبهة. كما أنّها لا تتسبّب في حدوث الصلع.

الحاصّة الانتهائيّة أو تساقط الشعر الكربيّ Telogen Effluvium: قي هذا النمط من تساقط الشعر، يدخل عدد كبير من الأشعار في الطور الانتهائيّ من الدورة الطبيعيّة دون أن يتجدّد. ممّا يتسبّب في زيادة كبيرة في معدّل التساقط يصل حتى 300-500 شعرة/يوم. عادة ما يتحرّض هذا النمط من التساقط بإمراضيّات معيّنة، ليتراجع بعد فترة من زوالها ويستعيد الشعر نموّه الطبيعيّ. أهمّ هذه الإمراضيّات:

  • الشدة النفسية
  • اضطرابات غدية (الدرق، السكري،..)
  • الخضوع لتداخل جراحيّ كبير
  • نقص في مخزون الجسم من الفيتامينات والمعادن (وبشكل خاص الحديد)
  • بعض الأدوية: مركبات الإيزوتريتنوين – يستخدم في علاج العدّ-، الوارفرين -مميّع دموي-، مانعات الحمل الفمويّة.
  • التغيرات الهرمونية المرافقة للولادة والإياس
  • فقدان الوزن الشديد
مصدر-الذعر-4
مصدر-الذعر-4

تساقط الشعر في طور النموّ  Anagen Effluvium: يعزى إلى استخدام الأدوية التي تهاجم الجريبات الشعرية وتوقف عملها في إنتاج أشعار جديدة. وأكثر ما يشاهد لدى المرضى الذين يخضعون للعلاج الكيماوي للأورام. والجدير بالذكر أن نمو الشعر يعود إلى طبيعته بعد إيقاف هذا العلاج.

الحاصّة البقعيّة أو الثعلبة Alopecia Areata: وهي حالة ناجمة عن اضطراب في المناعة الذاتية. حيث تهاجم مناعة الجسم جريبات الأشعار وتمنع تطوّر أشعار جديدة. تحدث الإصابة عادة بشكل بقع خالية من الشعر، وقد تشمل أي مكان مشعر في الجسم بما في ذلك الفروة، الحاجبين، وحتى الرموش.

سعفة الرأس Tinea Capitis:  وتحدث بسبب إصابة فطرية تؤدي لتساقط الشعر في بقعة معينة تبدو أرضيتها محمرة وملتهبة، وقد تترافق مع ارتفاع في حرارة الجسم. تتراجع الحالة باستخدام المضادات الفطرية المناسبة.

الحاصة الندبية Scarring Alopecia: لحسن الحظ أنها من المسببات النادرة لتساقط الشعر، إذ يكون علاجها صعباً عادة. وتصنف إلى أنماط مختلفة منها: الذئبة الحمامية القرصية، الحزاز المسطح الشعري، القشيعة، ..إلخ.

اضطرابات جسم الشعرة Hair Shaft Abnormalities: تكون فيها بنية الشعرة ضعيفة سهلة التكسر. وتشاهد عادة في كل من:

  • هوس نتف الشعر Trichotillomania وهو اضطراب نفسي قد يتسبب في حدوث حاصة دائمة في حال استمرار النتف على مدى سنين عدة.
  • الحاصة الشدية  Traction Alopecia الناجمة عن التسريحات التي تطبق قوة شد كبيرة على الشعر.

وعلى الرغم من شيوع مشكلة تساقط الشعر، إلا أن الفهم الصحيح والتدبير الملائم للمسببات غالباً ما يعود بنتائج مرضية. ومع تقدم الطب وظهور التقنيات الواعدة، ما زالت تشرع أبواب جديدة للأمل في معالجة الحالات التي لطالما كانت مستعصية. وهو ما سيناقشه الجزء القادم من الموضوع. فانتظرونا ..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى