الاستعدادات الرمضانية
Ramadan preparations
عن عبد الله بن عمر رضيَّ اللهُ عنهما ، قال : سمعتُ رسول الله صلى الله عليهِ وسلّم يقول : “بُنِيَّ الإسلامُ على خمس : شهادة أن لا إله إلا الله ، وأن مُحمدًا رسول الله ، وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، وحجّ البيت ، وصوم رمضان” “رواهُ البُخاري ومُسلِمْ”.
سُويعات قليلة تفصِلُنا عن أداء رُكنْ من أركانِ الإسلام في أيامِه المعدودات ؛ فَمَّن ظَفر بِها فِرحْ وغَنِم ونال مُرادهُ من الدنيا والآخِرة ؛ ومن خسرها فقد باء بالخُسران المُبين ؛ كيف لا ! ومَنْ مِنَّا لا يُحِبْ أن تُعتَق رقبتهُ من النار ؛ فَـ عن جابِرْ بن عبد الله رضيّ اللهُ عنهما ، قال : قال رسول الله صلى الله عليهِ وسلَّم : “إن للهِ عند كُلِ فطر عُتقاء ، وذلك في كُلِ ليلة”. “رواهُ أحمد وابن ماجه”.
“فَمَنْ زُحْزِحَ عن النارِ وأُدْخِلَ الجنة فقد فاز وما الحياةُ الدُنيا إلا متاعُ الغُرور” “الآية 185 : سورة آلِ عِمران” ، فَـ يا أيُها القارئ : اغتنِمْ وقتكَ قبل فوات الأوان واندم بما ضيعتُه هدرًا بالسباقِ إلى اللهِ ، واستبشِرْ خيرًا وفرحًا بما هو آت ؛ فلا تبكي بعدها ألمًا على ما مات وفات ، واعلَمْ يا رحِمُكَ الله عندما يَهِلُ رمضان يُنادِيك مُنادٍ الملأِ الأعلى قائلًا : “يا باغيّ الخير أقبِلْ ، ويا باغي الشرِ أقصِر” “رواهُ التِرمذي وابن ماجة عن أبي هُريرة رضيّ اللهُ عنه”.
يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصِرْ:
عن أبي هُريرة رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : “أتاكم شهر رمضان ، شهرٌ مُبارك ، فرضَ الله عليكُم صِيامُه ، تُفَّتح فيهِ أبواب الجنة ، وتُغلَق فيه أبواب الجحيم ، وتُغَّلْ فيهِ مَردةُ الشياطين ، وفيهِ ليلةٌ هي خيرٌ من ألفِ شهر ، مَنْ حُرِّمَّ خيرها فقد حُرِّمْ” “حديثٌ صحيح ، رواهُ الألباني في صحيح الجامِع”.
وإن كُنتَ لا تعلم شيئًا – عزيزي القارئ – عن سُبلْ اغتنام الوقت في تِلكَ الأيامِ المعدودات ؛ فَـ عليك بقراءة سُطورنا القادمة لنعرِف كيف نُديرُ وقتنا بدءًا من شعبان لِنصِلْ إلى أعلى علامة مُمكِنة لنا في رمضان ؛ وكيَّ نبدأ خُطواتِنا سويًا لابُدَّ لنا من أن نُحِيطْ عِلمًا أولًا ؛ بِفضائِلْ شهر رمضان.
فضائل شهر رمضان (The virtues of Ramadan):
- تنزيل القرآن الكريم في شهر رمضان ، قال تعالى : “شهرُ رمضان الذي أُنزِلَ فيهِ القرآن هُدىً للناسِ وبيناتٍ من الهُدى والفُرقان فمن شهِدَ منكم الشهر فليصُمه” “الآية 185 : سورة البقرة”.
- اختصاصه بِـ فريضة الصيام دون غيرِه من شُهور السنة ؛ كما أنَّهُ شهر غُفران الذنوب والعتق من النيران ؛ عن أبي هُريرة رضيَّ الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : “من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غُفِرَ لهُ ما تقدَّمَّ مِنْ ذنبِهْ” “رواهُ البُخاري”.
- اختصاص شهر رمضان بِـ ليلة القدر التي هي خيرٌ من ألفِ شهر ، فيها أول ما نزل من القرآن فَـ هي ليلةُ سلام مُباركة من الله تعالى “إنا أنزلناهُ في ليلةٍ مُباركةٍ * إنا كُنَّا مُنذِرين” “الآيات 3 و4 : سورة الدُخَّان” ؛ حيثُ أن فيها تُفصَّل الأقدار للعام القادِمْ “فيها يُفرَّقُ كُلُ أمرٍ حكيم” “الآية 4 : سورة الدُخان” ، ويغفر الله تعالى فيها الذنوب ؛ فـ عن أبي هُريرة رضيَّ اللهُ عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : “من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غُفِرَ لهُ ما تقدَّم مِنْ ذنبِه” “رواهُ البُخاري”.
- شهرُ رمضان شهرٌ تُفتح فيهِ أبواب الجِنانْ وتُغْلَقْ فيهِ أبواب النيران وتُصفَّد فيهِ الشياطين.
تهيئة ما قبل استقبال رمضان (Preparing before Ramadan reception):
- استحضار نيّة الإخلاص في العمل : وذلك لأن الإخلاص في العبادات في شهر شعبان بتعمير أوقات الغفلة بالطاعات ؛ يجعل ذلكَ العبد يُصْلِحْ ويُصَحِحْ مِنْ أعمالِهْ قبل دخول رمضان.
- الإكثار من الصيام في شهر شعبان : اقتداءًا بالرسول صلى الله عليه وسلم ؛ فَـ عن أُمْ المؤمنين عائشة رضي الله عنها ؛ أن النبيّ صلى الله عليه وسلم : “كان يصوم حتى نقول : قد صام ، ويفطر حتى نقول : قد أفطر ، ولمْ يكُن يصوم شهرًا أكثر من شعبان ، كان يصوم شعبان إلا قليلًا ، كان يصوم شعبان كله” “رواهُ الألباني في صحيح النسائي” ؛ وذلك لأن الصوم في شعبان يعمل على تهيئة النفس استعدادًا لصوم الفريضة في شهر رمضان ؛ ولا ننسى أن صيام التطوُّع هو من أحب الأعمال إلى الله تعالى فقد اختص بابًا للجنة يُقال لهُ الرَّيان يدخُل منهُ الصائِمون يوم القيامة.
- مُجاهدة النفس على القيام بالطاعات : فمن ابُتلِيَّ بالغفلة عن ذكِرِ الله سواءًا بالقول أو الفعل عليهِ أن يستعين بالله على ذِكْرِهِ وشُكْرِه وحُسن عِبادتِه ؛ فَـ عن أبي هُريرة رضيّ الله عنه : قال النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه عز وجَّل : “وما تَقَّرب إليَّ عبدي بشئ أحبُّ إليَّ مما افترضتهُ عليه ؛ وما يزال عبدي يتقرَّبُ إليَّ بالنوافِلْ حتي أُحِبُه ، فإذا أحببتُه : كُنتُ سمعهُ الذي يسمع بِه ، وبصرُه الذي يُبصِرُ بِه ، ويدهُ التي يبطِشُ بِها ، ورجلهُ التي يمشي بها ، وإن سألني لأعطِيَّنّه ، ولئِنْ استعاذني لأعيذَّنّه ، وما ترددتُ عن شئٍ أنا فاعِلُه ترددي عن نفس المؤمن ؛ يكره الموت ، وأنا أكرهُ مُساءته” “رواهُ البُخارِي”.
- الإكثار من تلاوة القرآن الكريم : استعدادًا لاستقبال شهر رمضان الذي أُنْزِلَ فيهِ القرآن ؛ فمن داوم على تلاوة القرآن في شعبان وجد حلاوة تلاوتِه في رمضان.
- التفرُب إلى الله تعالى بأحب الأعمالِ إليه : وذلك لأن أعمال السنة كاملةً تُرفَعْ إلى الله تعالى في شهر شعبان ؛ فقد روى أُسامة بن زيد رضيَّ الله عنهما ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عن شهر شعبان : “ذلك شهرٌ يغفل الناس عنهُ بين رجبٍ ورمضان ، وهو شهرٌ تُرفعْ فيهِ الأعمال إلى ربِ العالمين ، فأُحِبُ أنْ يُرفع عملي وأنا صائم” “رواهُ الألباني في صحيح النسائي”.
- صلاة التهجُدْ و قيام الليل : استعدادًا لِصلاة قيام الليل في رمضان ؛ وحتى يتم التعوُّد على صلاة القيام لِما بعد رمضان ؛ فهيَّ من أحبَّ الأعمال وأقربها إلى اللهِ تعالى فَـ عن عمرو بن عبسة رضى الله عنه ؛ أن رسول الله صلى الله عليهِ وسلم قال : “أقرب ما يكون الرَّب من العبد في جوف الليل الآخِرْ ؛ فإن استطعتَ أن تكون ممن يذكُرُ اللهَ في تِلكَ الساعةِ فكُن” “رواهُ الألباني في صحيح الجامِعْ”.
إدارة شهر رمضان (Ramadan Preparation):
- إستقبال شهر رمضان بِالفرح والسرور ؛ وبحمد وشُكر اللهِ تعالى على أن بلَّغنا رمضان ؛ فقد روى أبوهريرة رضيَّ اللهُ عنه : “كان رجلان من بلي حيّ من قُضاعة أسلما مع النبيَّ صلى اللهُ عليهِ وسلم ، واستُشهِدَ أحدُهما ، وأُخِرَ الآخرُ سنة ، قال طلحة بن عُبيد الله رضيَّ اللهُ عنه : فأُرِيت الجنَّة ؛ فرأيتُ المُؤخِرَ منهُما ؛ أُدخِلَ قبل الشهيد ، فتعجبتُ لذلك ، فأصبحتُ فذكرت ذلك للنبيّ صلى الله عليهِ وسلَّم ، أو ذُكِرَ ذلك لرسول الله صلى اللهُ عليهِ وسلَّم ، فقال رسول الله صلى الله عليهِ وسلَّم : أليسَ قد صام بعدَهُ رمضان ، وصلَّى سِتَة آلاف ركعة ، أو كذا وكذا ركعة صلاة السنَّة”. “رواهُ الإمام أحمد في مُسندِه”.
- إخلاص النية وتجديدِها للهِ سُبحانهُ وتعالى ، وعقد العزم على استغلال الأوقات في طاعة الله سبحانهُ وتعالى والبُعدْ عن كافّة المعاصِي والآثام ؛ لا سِيّما أن الله تعالى يُجازِي عن العبد على استحضار نوايا الأعمال الصالحة ؛ فَـ عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليهِ وسلّم ، قال : “إنمّا الأعمالُ بالنِيّات وإنما لِكُلِ امرئٍ ما نوى ، فمن كانت هِجرتُه إلى دُنيا يُصيبها أو إلى امرأةٍ ينكِحُها ؛ فَهجرتهُ إلى ما هاجرَ إليه” “رواهُ البُخارِي”.
- تنظيم الوقت : قال ابن القيم رحمه الله : “إضاعة الوقت أشد من الموت لأن إضاعة الوقت تقطعك عن الله والدار الآخرة ؛ والموت يقطعك عن الدُنيا وأهلها” ، وقد قال الله تعالى واصفًا أيام شهر رمضان “أيامًا معدودات” “الآية 184 : سورة البقرة” ، فَـ على كُلِ مُسلمٍ وضع جدول زمني يتمكَّن فيه من القيام بأكبر قدر من الطاعات في شهر رمضان بحيث لا يطغى وقتٌ على وقت ؛ فلا تطغى أوقات مُمارسة الأعمال الدنيوية للبشر على طاعات ربَّ البشر ، ولا يجب أن تقوم النفس بِـ إستطالة وقت طهي الطعام في مُقابِلْ ذِهابْ سويعات رمضان.
- الحِرص على تلاوة وِرد يومِي من القرآن الكريم في رمضان ؛ فهو شهر القرآن ، وإن كانت مشاغِلُك الدُنيوية تطغى عليك فأضعف الإيمان أن تقرأ جُزءًا واحِدًا يوميًا.
- تخصيص جزء من الوقت يوميًا للدعاء ؛ وذلك لأن للصائم دعوةٌ مُستجابة عندَ فِطرِه.
- تعلُم أحكام الصيام كيّ لا يُحرَم المُسلِم كمال الأجر والثواب : فقد يصوم الشخص ولم يَنَلْ من صِيامِهْ سِوى الجوع والعطش ، وفد يصوم من لديهِ عُذر شرعي يوجِبْ إفطارِه.
- الحرص على تخصيص وقت يومي لِِقِيام الليل في رمضان ؛ وأن لا يشغلَّنك عن ذلك الوقت أيّ شاغلٍ كان ؛ فَـ عليك بصلاة القِيام سواءًا كُنت في المسجِدْ أو بِمُفردِك.
- تجنُب الزيارات والعزومات في هذا الشهر الكريم ؛ بُغية اغتنام الوقت في الطاعات فلا يتِم إهدار الوقت بين الطعام والتسوُّق وزِحامِ الناسِ بين قيل وقال وكثرة السؤال.
- لا تُكِثِر من الطعام والشراب ؛ فذلك أسلم وأفضل وأنشط للقيمِ بالطاعات ؛ فَشهرُ رمضان ليس لِتناوُل الطعام والإبتكار فيه بتنوُّع ؛ بلْ هو شهرٌ لإطعامْ الطعام على المُحتاجين ، وما تأكُلُه أنتَ في ما دون رمضان هو ما تأكُله في رمضان أيضًا ؛ فالحذر كُل الحذر أن تُهِدرَ الأوقات الصالحة بُغيّة طهي الطعام وابتكار ما لذّ وطاب في شهر رمضان.
- إن كُنتَ لابُدَّ لك من حضور أحد التجمعات في شهر رمضان ؛ فعليكَ بالحرص أن تكون جلسة تغشاها ملائكة الرحمن بِذكرِ ومُدارسة آياتِ القرآن ؛ فتِلكَ جلسةٌ يُباهِي بها اللهُ تعالى ملائكتهُ بالملأ الأعلى كما أنَّ ذلك كان من فِعل السلف الصالِحْ في اغتنامِ أوقاتِ رمضان.
- إنفاق المال في سبيل إطعام الفقراء والمساكين ؛ بُغيّة كسب أجر إفطار الصائمِين بالإضافة إلى عِظَمِ أجر الصدقات على الفقراء والمساكين.
- إذا أدركتَ العشر الأواخِرْ من رمضان فَـ عليك بِـ مُضاعفة جُهدك في أداء الطاعات اقتداءًا بالنبيّ صلى اللهُ عليهِ وسلَّم ؛ إذ روَّتْ أم المؤمنين عائشة رضيَّ اللهُ عنها ، قائلة عنه : “كان رسول الله صلى الله عليهِ وسلم إذا دخل العشر ، أحيا الليل ، وأيقظَ أهلَّه وشَّدَّ المِئزَرْ ” “رواهُ مُسلِمْ” ، بالإضافة إلى أن تحرِّي ليلة القدر يكون في تِلكَ الليالي العشر ولا ينالهُ المُسْلِمْ إلا بالدُعاء والإجتهاد في الطاعات ؛ فَـ عن أم المؤمنين عائشة رضيّ اللهُ عنها ، قالت : يا رسول الله أرأيتَ إن وافقت ليلة القدر فما أدعو ؟ ، قال : تقولين ؛ اللهمَّ إنكَ عفوٌ كريم تُحِبُ العفو فاعفو عني” “رواهُ ابن ماجه وصححهُ الألبانِي”.
السلف الصالح مع شهر رمضان (The righteous ancestor with month of Ramadan):
- عن عبدالله بن عباس رضيّ اللهُ عنهما ، قال : “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس بالخير ، وكان أجود ما يكون في شهر رمضان حين يلقاهُ جبريل ، وكان جبريل يلقاهُ في كُل ليلة من رمضان فَـ يُدارِسُهُ القرآن ، فَـ لرسول الله صلى الله عليه وسلم حين يلقاهُ جبريل أجود بالخير من الريح المُرسلة” “رواهُ البُخارِي”.
- كان الإمام البُخارِي رحمهُ الله إذا كان أول ليلة من شهر رمضان يجتمِعْ إليهِ أصحابِهْ فَيُصَّلِي بِهم ويقرأ في كُلِ ركعة عشرين آية ، وكذلك إلى أن يختِمْ القرآن ، وكان يقرأ في السحر ما بين النصف إلى الثُلُث من القرآن ؛ فيختم عند الإفطار كل ليلة ، ويقول : عند كُل ختم دعوة مُستجابة. “صفوة الصفوة”.
- قال الربيع رحمهُ الله : “كان الشافِعيّ رحمه الله يختِمْ كُل شهر ثلاثين ختمة ؛ وفي رمضان ستين ختمة سِوى ما يقرأ في الصلاة”. “صفوة الصفوة”.
- عن السائب بن يزيد رضيَّ الله عنه ، قال : “كانوا يقومون على عهد عُمر بن الخطاب رضيّ اللهُ عنه في شهر رمضان بعشرين ركعة ؛ وكانوا يقرأون بالمائتين ، وكانوا يتوكؤن على عِصيِّهم في عهد عثمان بن عفان رضيَّ اللهُ عنه من شدة القيام”. “أخرجهُ البيهقي”.
- قال نافِعْ رحمهُ الله : “كان عبدالله بن عمر رضيّ اللهُ عنهما يقوم في بيتِهْ في شهرِ رمضان فإذا انصرف الناس من المسجِدْ أخذ إداوة من ماء ثُمَّ يخرج إلى مسجد رسول الله صلى الله عليهِ وسلم ؛ ثُمَّ لا يخرُج مِنهُ حتى يُصَّلِي فيهِ الصُبح” “أخرجَهُ البيهقي”.
- عن داود بن الحُصين عن عبد الرحمن بن هُرمُز قال : “كان القُرَّاء يقومون بسورة البقرة في ثمانِ ركعات ؛ فإذا قام بِها القُرَّاء في اثنتيّ عشرة ركعة رأى الناس أنَّهُ قد خُفِفَ عنهُمْ”. “أخرجَهُ البيهقِيّ”.
- كان عبد الله بن عمر رضيّ اللهُ عنهُما يصوم ولا يفطِرْ إلا مع المساكين ؛ وكان إذا جاءهُ سائِل وهو على طعامِهْ أخذَ نصيبُه من الطعام وقام فأعطاهُ السائِلْ.
المُكتسبات العائدة من صيام شهر رمضان (The gains from fasting the month of Ramadan):
- نيل الأجر الكثير والثواب العظيم بالتنافُس بين المُسلمين في الطاعات كُلٌ على أقصى قدر استطاعتِه ؛ ومِنْ ثمَّ نأتِي يوم القيامة لِنعرِفْ أيًّا مِنا كانت كثرة طاعاتِهْ أسبق إلى اللهِ تعالى.
- يضبط الصيام النفس ويكبحها عن ارتكاب المعاصِي والآثام ؛ ويُدرِّبُها على التروِّي والصبر على شتَّى الأمور.
- يُهدي الصيام الدافع والعزيمة لدى المسلم على الجد والإنجاز حتى بلوغ الهدف ؛ وذلك عن طريق زيادة مُعدَّل النشاط في فترة الصيام لِيتِمْ إنجازْ أكبر قدر مُمكِنْ من الطاعات الربانيَّة والأهداف الدُنيويّة.
- يُعتبر صيام شهر رمضان بمثابة فترة حماية تزيد من مناعة الجسم عن طريق غسل الجسم من السُموم التي قد لا تخلو من شتَّى أنواع الطعام في عصرِنا الحالي.
- توليد الشعور بالمُعاناة من الجوع ؛ وبالتالي الشعور بِحاجة الفُقراء والمساكين ؛ فَـ تكثُرْ إنفاق الصدقات بين المُسلمين.
خِتامًا : أسألُ اللهَ العظيم رب العرشِ العظيم أن يُبلِغنا رمضان غيرُ خزايا ولا مفتونين ، وأن يُعيننا على ذِكرِه وشُكرِه وحُسن عبادتِه ، وأن يعفو عنَّا برحمتِه ويُكتُبنا من عُتقائِه من النار ، وأن يتقبَّل رمضان مِنَّا عملًا صالحًا شفيعًا لنا في يومِ الدين.