ثآليل وبُثُور الجِلْد
Warts and
عادةً ما تكون المُشْكِلاتْ الجِلْدِيّة مُزعِجَة لا سِيّمَّا إن أُصِيب بِها الجسم في مكانٍ ظاهِرْ كالوجه واليدين مثلاً ، ونحنُ هنا بصدد الحديث عن أبرز المُشكِلات الجلدية التي يُعانِي منها الكثير من الناس ، ألا وهِيَّ : ثآليل وبثور الجلد.
ما هي الثآليل ؟ (What are warts):
هي نوع من العدوى والالتهابات التي تنشأ نتيجة الإصابة بفيروس الورم الحليمي البشري (HPV) ؛ والذي يندرِجْ تحتهُ حوالي 100 نوع مُتحوِّرْ مِنْ أشكال الفيرس ، وعادةً ما تحدُثْ الإصابة بالثآليل خلال مرحلة الطفولة من بين عُمْر 12 : 16 عام ، وقد لا تحتاج الثآليل عمومًا إلى أيّ عِلاج طبي فتُشفى تلقائيًا بعد مرور فترة من الزمن ؛ ومن الوارِد أن تحتاج بعض أنواع الثآليل إلى عِلاج طِبي مِثل : الأدويّة الموضعية ، والعلاج بالتبريد ، و العلاج بالليزر.
أنواع الثآليل (Types of warts):
- الثآليل الشائِعَة (Common warts):
عادةً ما تظهر تلك الثآليل على هيئة زوائد جِلْدِية تتصِف بِما يلي :
- لها قُطْر يتراوح ما بين 1 ملليمتر : 1 سنتيمتر.
- لها شكل مُستدير أو بيضاوي.
- تكون صلبة الملمس ولونها يتشابه مع لون الجلد.
- قد تحتوي الثآليل على نِقاط سوداء ظاهِرَة التي غالبًا ما تكون عِبارة عن تجلُطَاتْ دموية.
أمَّا عن منشأ الثآليل الشائِعة فهو عادةً ما يكون في مُحيط منطِقة الأظافِرْ ؛ لا سيِّمَّا مع المناطِق التي تَرتفِع فُرص تعرُّضها لِلْعضّ أو الجروح ؛ وقد تظهر الثآليل الشائِعَة أيضًا في : ظاهِر اليدين ، والأصابِعْ ، والركبتيّن ، والقدميّن.
الثآليل الأخُمّصِّيّة (Plantar warts):
تظهر عادةً في أخمص القدميّن ؛ ومن المُمْكِنْ أن تظهر تلك الثآليل على الكاحِليّن أيضًا ، أما عن أبرز ما تتصِف بِه الثآليل الأخُمصية فهي كالتالي :
- أنها عِبارة عن زوائِدْ جِلْدِيَّة مُسطحَّة وصلبة وسميكة.
- لون الثآليل الأخُمصية أفتح من لون الثآليل الشائِعَة ، وعلى سطحِها غالبًا ما تتواجد بعض النِقاطْ السوداء.
- قد تظهر تلك الثآليل بِشكل فردى فتُسمى حينئِذ بالثآليل الأخمصية ، أمَّا إذا ظهرت في شكل تجمُعات فيُطْلَق عليها اسم “الثآليل الفُسيفسائِيَة”.
وعلى عكس الثآليل الأخرى قد لا تبقى تِلكَ الثآليل بارزة فوق سطح الجلد ؛ بل قد يتسبب الضغط عليها نتيجة المشيّ والوقوف إلى جعل الثآليل تنمو بِداخِلْ الجِلدْ لِتندمِجْ معه ، وقد يبدأ المريض آنذاك بالشعور بالألم أو الإحساس الدَائِمْ بِأنّ هُناكَ شيئِاً مُزْعِجًا عالِقًا بالقدم.
الثآليل المُسطحة (Flat warts):
تُعتبر أصغر أنواع الثآليل حجمًا وأكثرها نُعومة ؛ إلا أنها من الثآليل التي تنمو وتظهر بصورة كبيرة ؛ فقد يظهر ما يَقْرُب مِنْ 9 : 20 ثالول في نفس الوقت على جلد المُصابْ ، وتتميز تلك الثآليل بِأنها ناعمة الملمس وصفراء اللون وقُطرَها يكون ما بين 2 : 3 ملليمتر ، وعادةً ما تظهر تلك الثآليل في الوجه بالنسبة للأطفال ؛ وفي منطقة نمو اللحية بالنسبة للرجال ، وفي الساقيّن بالنسبة للنِساء.
الثآليل التناسُلِّيّة (Genital warts):
تظهر في المنطِقة التناسُليّة أو في مُحيط منطقة الشرج ، وأحيانًا تكون تلك الثآليل مُثيرة للألم والحكَّة ، أمّأ عن أبرز ما تتسِمْ بِه تِلك الثآليل فهو ما يلي :
- يتراوح لونُها بين درجات اللون الوردِي والبُنِي.
- تكون على هيئة زوائد جِلدية مُتناثِرَة تحتوي على مجموعة من النتوءات يجعلها أشبه بِشكلْ حبة القرنبِيط.
- قد يختلِف شكلها وتبايُنِها مِنْ شخص لآخر ؛ فمِنَ المُمْكِن أن تكون بيضاء مُسطحة أو على هيئة نتوءات أو بثور بارِزَة على سطحِ الجلد.
من المُمكِن أن تؤدي الثآليل التناسُلِيَة إلى الإصابة بأنواع مُعينة مِن السرطان ؛ لِذلك يُفضل اللجوء إلى الطبيب بِشكلِ عاجِلْ عند بِداية ظهورها.
الثآليل الخيطية (Filamentous warts):
تظهر على هيئة تُشبِه الخيوط في منطِقة الوجه غالِبًا ، ولِكنها لا تسبب أيّ ألم.
الثآليل التي تنمو حول الظفر (Warts that grow around the nail):
وقد تمتد تلك الثآليل أيضًا إلى أسفل الظِفرْ ، وهي تُعتبر مِنَ الثآليل التي يصعُب مُعالجتها نظرًا لموقِعها الصعب.
أسباب الإصابة بالثآليل (Causes of warts):
عادةً ما تُسَبِب الإصابة بفيروس الورم الحليمي البشري إلى النمو المُفْرِط والسريع لِـ بروتين الكيراتين الصلب في الطبقة العُلْيا مِنَ الجلد ، وقد تنتشر الثآلِيلْ وتتوسع إلى مناطِقْ أُخرى من الجسم إذا قام المريض بِأحد الأخطاء المُحَّفِّزَّة التالِيَّة :
- مَصْ الأصابِعْ.
- حَلْق الوجه أو الساقيّن.
- خدش أو عضّ الثآليل.
- قصَّ الأظافِرْ إذا كانت هُناك ثآليل حولها.
- عادةً ما يزيد وجود الجلد الرَّطِّب أو التالِف من الإصابة بِخطرْ العدوى.
مُلاحظاتٍ هامّة حول الإصابة بالثآليل (Important notes about warts):
- تختلف استجابة نظام المناعة في الأشخاص في حالة مُهاجمة المناعة بفيروس الورم الحليمي البشري ؛ وتكون المناعة أكثر عُرضة للفيروس في حالة إذا تمَّ إتلاف البشرة بطريقةٍ ما ، مثل : الأشخاص الذين يُعانون من بعض الأمراض الجلدية كَـ الإكزيما مثلًا.
- الثآليل من الأشياء شديدة العدوى التي تنتشِرْ باستخدام : المناشِفْ ، وشفرات الحِلاقة التي قد لامست الثالول بطريقةٍ ما وما إلى ذلك.
- النقاط السوداء في الثآليل هي أوعية دموية إذا تمَّ تحفيزها بطريقةٍ ما من الممكن أن تؤدي إلى نزيف.
- تختفي أغلب الثآليل خلال 5 سنوات دون الخضوع إلى أيّ عِلاج أوتدخُلْ طبي ؛ لكِنْ إن كانت هُنالِكْ ثآليل كبيرة أو ثآليل في منطقة الوجه أو في المنطقة التناسُلِيّة يجِبْ للعناية الطِبيّة حينئِذْ أن تتدخل.
- عند الإستحمام أو عند ممارسة السباحة يجِبْ تغطية الثآليل بأشياء مُقاوِمة للماء.
متى تكمُن أهمية التدخل الطبي لِمُعالجة الثآليل (When to seek medical attention when affected by warts):
- إذا ظهرت الثآليل في أحد مناطِقْ الوجه ، أو في المنطِقة التناسُلِّية.
- الإصابة بِأكثر من ثالول واحِدْ في نفس ذات الوقت.
- إذا شَعُرَ المريض : بالألم ، أو بالنزيف ، أو بالحكَّة الجلديّة.
- إذا ظَهرت الثآليل لدى الأشخاص المُصابين بمرض السُّكرِّي.
- إذا ظهرت الثآليل لدى الأشخاص الذين لديهِم ضعف في المناعة.
عِلاج الثآليل (Warts treatment):
- شريط لاصِق (Sticky tape):
وذلك لأن الشريط اللاصِقْ قد يُزِيل طبقات الجلد الصلبة التي تتكوَّن ، ويجِبْ إعادة تِلكَ العملية حتى يختفي الثآلول تمامًا.
- العِلاج بالتبريد (Cryotherapy):
يتم العلاج بالتبريد عن طريق تجميد الثآليل بالنيتروجين السائِلْ ؛ فَـ النيتروجين البارِدْ يُساعِدْ في التخلُص من الثآليل ، وربما قد يحتاج المريض أحيانًا إلى أكثر من جلسة ؛ بالإضافة إلى أنَّهُ قد تظهر بُقعة خفيفة نتيجة الخضوع إلى العِلاج بالتبريد.
- العِلاج بالجراحة (Treatment with surgery):
وهيَّ مثل الجِراحة الكهربائيّة التي تعمل على حرق الثآليل بِشُحنة كهربائِيّة عبر طَرَف إبرة ؛ وبهذهِ الطريقة عادةً ما تتم مُعالجة الثآليل الخيطية و ثآليل القدم.
- المُستحضرات الطِبيَّة (Medical Preparations):
يتِمْ استخدامِها للثواليل المُستعصية ؛ فَـ يُمكِنْ تقشير تلك الثآليل باستخدام : كريمات حمض الجليكوليك ، أو كريمات حمض الساليسيليك ؛ فَـ تتهيَّج البشرة في البداية لِدقائِق وجيزة ومِنْ ثمَّ يَتِم تقشير تلك الثآليل ومُعالجتِها تمامًا.
- حُقَنْ الثالول (Wart injections):
لها أنواع عديدة نذكُرُ مِنها : حُقن البليوميسين أو حُقَنْ البلينوكسان ؛ وتتميز تِلكَ الحُقَن بمُساهمتِهَا الفعَّالة في قتل فيروس الورم الحليمي البشري ، ويَتِمْ استعمال حُقَنْ البليوميسين أيضًا لِعلاج بعض أنواع السرطانات.
أمَّا لِكيّ نتعرف على البثور الجلدية ، لابُدَّ لنا أولًا من أن نذكُر نُبذة تعريفية عن أنواع حبوب الجلد التي تُعّد البثور الجلدية جُزء لا يتجزأ عنها.
أنواع حبوب الجلد (Types of skin pimples):
تنقسِم حبوب الجلد إلى نوعين رئيسين هُما :
- حُبوب التهابية تُسَبِبْ الألم.
- حبوب غير التهابيّة وهيّ أقل حِدّة عن سابِقتِها.
أمَّا عن أبرز أنواع حبوب الجلد فهي كالآتِي :
- الرؤوس البيضاء (White heads):
هي مِنْ أنواع حبوب الجلد غير الالتهابية التي عادةً ما تظهر على مناطق : الوجه ، والصدر ، والرقبة ، والكتِفين ؛ ومِنَ المُمْكِنْ عِلاجها بِـ الأدوية الطبية.
- الرؤوس السوداء (Black heads):
هي من أنواع حبوب الجلد غير الالتهابية التي تنتُجْ من انسداد المسام بخلايا الجلد الميتة والدهون ؛ وعادةً ما تظهر تلك الرؤوس على منطِقتيّ الوجه والعُنُقْ ، ومن المُمْكِنْ عِلاج تلك الرؤوس في المنزل لكن إذا تفاقمت الحالة يَجِبْ أن تتدخل العِنايّة الطِبيّة.
- الحطاطات (Papules):
هي من أنواع حبوب الجلد الالتهابية ؛ وهي عبارة عن نتوءات صلبة مُستديرة الشكل ذات حجم صغير بحيث أنها تقِل عن 1 سنتيمتر تنمو على سطح الجلد ، وعادةً ما تنشأ تِلك الحطاطات نتيجة : التهاب الجلد التماسي ، أو المُعاناة من بعض الأمراض الجِلدِيّة مثل : الأكزيما ، أو المليساء المعدية ، أو الصدفية ، أو التقرن الدهني ، ولا يَتِمْ عِلاج الحطاطات إلا وِفق معرفة سبب حدوثها.
- الكيسات (Cysts):
هي من أنواع حبوب الجلد الالتهابية ، ولها شكل أكياس أو تتشابه مع شكل الأكياس ، وتختلف أحجام تلك الحبوب بين كبيرٍ وصغير بالإضافة إلى أنها حبوب تحتوي على مادة سائلة ، أمَّا عن سبب نشوء تلك الكيسات فهو ناتِج عن حدوث عدوى وانسداد في الغدد الدهنية ، ويُمْكِنْ عِلاج الكيسات بتصريفِها أو بالخضوع إلى الجراحة الطِبيّة.
- العُقيدات (Nodules):
هي من أنواع حبوب الجلد الالتهابية ، وهي تتسم بالصلابة بالإضافة إلى التهابِها والشعور بالألم فيها ، وهي عادةً ما تحدُثْ بسبب نشأة المسام المسدودة فَـ حينئِذ يَتِمْ حبس نوع من البكتيريا تُسمى بِـ (P. acence) ؛ وتؤدي الإصابة بالعدوى البكتيرية إلى التأثير على الطبقات العميقة من الجلد مُكوِّنةً العُقيدات.
- البثور (Warts):
هي من أنواع حبوب الجلد الالتهابية التي تحدُثْ بسبب زيادة إفراز الغدد الدهنية للزهم ؛ فَـ تؤدي إلى تكوين البثور الحمراء المُتَوَّرِّمة والمليئة بالقيح ، ومِنْ المُمكِنْ استخدام المُستحضرات الطبية الموضِعيّة لِعلاج تلك البثرات.
- بُثور الجلد (Skin Blisters):
هي عبارة عن حبوب مُلتهبة ذات لونٍ أحمر أو لونٍ أبيض مملوءة بالقيح الأصفر ؛ وعادةً ما تكون كبيرة الحجم ذات شكلٍ مُزعِج خاصةً إن كانت في منطِقة الوجه ، وتنمو تلك الحبوب على سطح الجلد ؛ وتتسبب في الشعور بآلام شديدة بالإضافة إلى حدوث التهابات في الجلد ، وهي عادةً ما تظهر في مناطِق : الوجه ، والرقبة ، والأكتاف ، والصدر ، والظهر ، وتحت الإبط.
أسباب الإصابة بالبثور (Causes of blisters):
- حب الشباب (Acne):
يُعتبر من أحد الأسباب الرئيسية لظهور البثور ؛ فهو ينتُج عن تهيُج مسام البشرة فتتمزق نتيجة لِذلك مُحدِثًة البثور.
- الصدفية (Psoriasis):
هو أحد أمراض الجلد الشهيرة التي تتسبب في احمرارِه ؛ بالإضافة إلى ظهور بُقَعْ جِلدية سميكة مُثيرة للحكَّة ، وهناك بعض المُحفِزات التي تعمل على الإصابة بالصدفية ، مثل : الأدوية ، والتعرُّض إلى المواد الكيميائية ، بالإضافة إلى التوتر والضغط النفسي ، مما يؤدي ذلك في النهاية إلى التسبُبْ في ظهور بثور الجلد.
- الجُدَرِي (Smallpox):
هو أحد الأمراض الفيروسية التي تُصِيب الأطفال بكثرة ، ومع تطوُرِها قد تؤدي إلى ظهور بثور الجلد.
- العد الوردي (Rosacea):
هو أحد الأمراض الجِلْدِيَّة التي بسببها يتغير لون البشرة إلى اللون الأحمر أو اللون الوردي ، ومع تطور المرض قد يؤدِي إلى ظهور بثور الجلد.
متى تكمُن أهمية التدخُلْ الطِبي لِمُعالجة البثور (When to seek medical attention to treat blisters):
إذا كان عدد البثور قليل لا يحتاج المريض حبنئِذْ إلا للإجراءات الوِقائيّة فقط ، أمّا تكمُن أهمية تدخُل العِناية الطِبيّة للمريض في الحالات التالية :
- إذا انتشرت البثور بشكل مُفاجِئ في الوجه أو في مناطِق مُختلِفة من الجسم فإنها حينئِذ تُشِير إلى الإصابة بالعدوى البكتيرية.
- إذا ترافقت البثور مع ارتفاع درجة حرارة الجسم ، أو الغثيان والقيء ، أو الإسهال.
- إذا كانت البُثور مؤلِمَة للغاية ، أو إن بدأ القيح الأصفر يسيل من خارِجْ تِلكَ البثور.
عِلاج البثور (Blisters treatment):
- استخدام الماء الدافِيء بُغيَّة تنظيف الوجه.
- تنظيف الوجه بالغسولات الخالِيّة من الزيوت.
- عند تجفيف الوجه يجِب التربيت عليهِ بِشكلِ دائرِي خفيف وعدم فَرْكِ الوجه بُقوَّة.
- تجنُب مُنتجات العِناية بالبشرة التي تحتوي بداخِلها على الزيوت.
- عدم مُحاولة تفجير البُثور لإستخراج القيح ؛ فقد يتسبب ذلك بِـ آثارًا دائِمَة على الجلد.
- تناوُل بعض الأدوية الطبيّة الموضِعِيَة ، مثل : المراهِمْ التي تُستخدم في عِلاج البُثور.
في الخِتام نُلاحِظْ أن أغلب الأمراض الجِلدية يسهُلْ السيطرة عليها غالبًا دون الحاجة إلى أيّ تدخُلْ طِبي أو جِراحِي إن كانت في مراحِلِها المُبكِرَّة بالطبع ولم تنشأ في أماكِن حددناها سابِقًا بالجسم ، أمَّا إذا تفاقمت الحالة بِأيّ شكلٍ كان لابُدّ للعناية الطبية أن تتدخل بصورة واجِبَة.