عادات صحّيّة للعناية بالشعر
علىى مرّ الأزمنة واختلاف صيحات الموضة والأذواق، حافظ المظهر الطويل الصحي الغزير للشعر على تربّعه عرش الجاذبيّة، واستمرت المساعي اللاهثة للحصول على الشكل الأمثل له. ونشأت شركات كبرى وتجارات عظمى على خلفية إرضاء هذه المساعي. فلم تقتصر وظيفة الشعر يوماً على الغاية الفيزيولوجية منه في حماية الفروة، بل لطالما شكّل أحد معايير الجمال والصحة الجسدية.
ومن الجدير بالذكر اختلاف المعدل الوسطي لنمو الشعر فيما بين الأفراد، حيث يتراوح ما بين 0.5-1.7 سم/شهر. ويكون الشعر في حالته الأمثل في السنوات 15-30 من العمر، بينما يتراجع نموه بعض الشيء في السنوات اللاحقة. كما ترتبط حالة الشعر أيضاً -علاوة على العمر- بالعوامل الوراثية، الجنس، التوازن الهرموني، والحالة النفسية والتغذوية. في حين لا تؤثر مختلف أنواع الشامبو أو المستحضرات الصناعية في معدل نمو الشعر كما هو مزعوم.
التغذية Nutrition:
يعتمد الجزء الحي من الشعرة -وهو الجذر الموجود ضمن الجريب الشعري في جلد الفروة- على المركبات والعناصر الغذائية الجائلة في الدم. وغالباً ما تكون الحاجات الأساسية لنمو الشعر مؤمنة بشكل كاف في الحمية الغذائية المتنوعة التي يتناولها معظم البشر. إلا أنه بوجود أمراض معينة أو اتباع حميات غذائية خاصة، قد يحدث العوز في بعض الفيتامينات أو المعادن، وغالباً ما يؤدي ذلك لحدوث فقر الدم، فيعيد الجسم هنا ترتيب أولوياته ويصرف معظم المغذيات للأعضاء النبيلة المهمة لاستمرار حياة الإنسان، والتي بالطبع لن يكون الشعر من بينها.
ومن أهم الأغذية التي تؤمن الحاجات التغذوية المثلى للشعر:
- السمك (أوميغا-3، البروتين، فيتامين B12، الحديد، فيتامين D)
- النباتات الورقية الخضراء (فيتامين A، فيتامين C، الحديد، الكالسيوم، وحمض الفوليك)
- البقوليات (البروتين، الحديد، الزنك، البيوتين)
- البيض (البروتين، البيوتين، فيتامين B12، والزنك)
- المكسرات (السيلينيوم، الزنك، أوميغا-3)
- الحليب ومشتقاته (الكالسيوم، فيتامين B5، فيتامين D)
- لحم الدجاج (البروتين، الحديد)
روتين العناية Hair Care Routine:
الاستحمام Showering:
يعتبر العدد الأفضل لمرات غسيل الشعر 2-3 مرات أسبوعياً. حيث أن تنظيف الشعر بمعدل أكبر من ذلك يتسبب في جفافه وفقدانه الزيوت الطبيعية. بينما يتسبب الاكتفاء بمرة واحدة أسبوعياً أو لفترة أطول في تراكم العرق والبكتيريا وإلحاق الضرر بالشعر والفروة.
يوصى بتجنب استخدام الماء الحار في الاستحمام، حيث يتسبب في تقصف الشعر وتلفه أيضاً. وكذلك الابتعاد عن تسريح الشعر أثناء الاستحمام أو بعده مباشرة، حيث تكون المسام مفتوحة مما يزيد من حدوث التساقط. وينصح باستخدام مشط ذو أسنان كبيرة والبدء بتخليص الشعر من الأسفل ومن ثم الانتقال للتسريح من الفروة، وذلك بعد فترة قصيرة من الاستحمام، يسمح فيها للشعر بالجفاف بالهواء الطبيعي أو باستخدام منشفة قطنية.
التعرض للحرارة Heating:
تملك الحرارة تأثيراً ضاراً جداَ على الشعر. لذا ينصح باللجوء إلى التصفيف بالهواء البارد، والابتعاد قدر الإمكان عن استخدام الأدوات التي تعتمد على التسخين، والاكتفاء بها في المناسبات الهامة. مع الحرص على استخدام السيرومات الواقية التي تخفف من أثر تعريض الشعر المباشر للحرارة أو أشعة الشمس.
الماسكات والزيوت الطبيعية Natural Oils & Hair Masks:
ثبت بالتجارب فوائد ذات أثر جمالي وعلاجي واضح على الشعر عند استخدام بعض الأنواع من الزيوت والخلطات المنزلية. والتي منها البيض، الخل، زيت الزيتون، اللبن، زيت جوز الهند، … إلخ.
مركبات العناية Hair Care Products:
بالرغم من الحملات الدعائية المغرية لمستحضرات العناية بالشعر التجارية، إلا أن النتائج غالباً ما تكون خلاف المأمول. حيث تحتوي معظم أنواع الشامبو على مركب السلفات أو الكبريت، والتي تجفف الشعر وتفقده لمعانه. لذا ينصح باختيار الشامبو، البلسم، والكريمات المستخدمة من الأصناف الموثوقة -وخصوصاً الخالية من السلفات-، وكذلك الحاوية على الخلاصات العشبية والزيوت الطبيعية.